منتدى رفيع المستوى يركز على أهمية الملكية الفكرية في تنمية البلدان الأقل نموا
Geneva
13-12-2007
PR/2007/531
أكّد وزراء وكبار المسؤولين من البلدان الأقل نموا على أهمية الملكية الفكرية كأداة استراتيجية للتخفيف من وطأة الفقر والنهوض بتكوين الثروات في تلك البلدان، وذلك في منتدى رفيع المستوى نظمته المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) في 12 ديسمبر/كانون الأول 2007 في مقرها الرئيسي بجنيف. وحضر الاجتماع العديد من وزراء البلدان الأقل نموا والسفراء والممثلين الدائمين وكبار المسؤولين الحكوميين. وكان المنتدى فرصة لتبادل وجهات النظر واكتساب معلومات حول تدابير تكوين الكفاءات في مجال الملكية الفكرية بغية التشجيع على الانتفاع بنظام الملكية الفكرية وإدارته بفعالية. ومكّن المشاركين أيضا من البحث عن حلول عملية للمسائل المتعلقة بكيفية تطوير نظام الملكية الفكرية بما يخدم مصالح البلدان الأقل نموا من أجل تحقيق أهدافها الإنمائية.
وافتتح المنتدى المدير العام للويبو، الدكتور كامل إدريس، فقال إن المنظمة "ملتزمة بالنهوض بالإبداع والابتكار في جميع البلدان وتمكينها من استعمال الملكية الفكرية كأداة لتكوين الثروات والتنمية الاجتماعية والثقافية. ويشمل ذلك الحرص على التصدي بالكامل لاحتياجات البلدان الأقل نموا من خلال برامج الويبو وضمان حصولها على الدعم من أجل الانتفاع الفعال بنظام الملكية الفكرية كمحرك للنمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي". وأبرز الدكتور إدريس المساعدة التي تقدمها الويبو للبلدان الأقل نموا وتعهد بمزيد من الدعم لمساعدة تلك البلدان على تطوير قدراتها في مجال الملكية الفكرية لدعم المنتجات الجديدة وتطوير الخدمات وزيادة النفاذ إلى الأسواق وتعزيز الاستثمار والتجارة. وتطرق الدكتور إدريس إلى مبادرات الويبو المتعددة الرامية إلى دعم تلك البلدان وأشار إلى جدول أعمال الويبو بشأن التنمية الذي اعتمدته مؤخرا الدول الأعضاء في المنظمة ووصفه بالحدث التاريخي في إدماج البعد الإنمائي ضمن أنشطة المنظمة.
وتحدث عدد من الوزراء في جلسة عامة خصصت لموضوع "تكوين كفاءات الملكية الفكرية وإرساء قاعة معرفية لتكوين الثروات والتنمية الاجتماعية والثقافية". وأعربوا للمدير العام عن تقديرهم لتنظيم هذا المنتدى رفيع المستوى وحثّوه على تنظيمه سنويا. ودعا الوزراء الويبو على الاستمرار في تعزيز أنشطتها الرامية إلى تكوين كفاءات الملكية الفكرية لفائدة البلدان الأقل نموا.
وقال السيد ديبابريا بهاتشاريا، السفير والممثل الدائم للوفد الدائم لجمهورية بنغلاديش الشعبية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف ورئيس المجلس التنسيقي لمجموعة البلدان الأقل نموا، إن الحضور الوزاري في هذا المنتدى برهان على تزايد الأهمية التي تعلقها البلدان الأقل نموا على الملكية الفكرية. وأبرز إمكانيات التنمية الكامنة في الملكية الفكرية وقال إن الملكية الفكرية "أداة فعالة للبلدان الأقل نموا من أجل تحقيق" العديد من الأهداف الإنمائية. وأضاف قائلا إن الملكية الفكرية "يمكن أن تستعمل كأداة استراتيجية للنهوض بالابتكار وحفز الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوليد الدخل للحرفيين وفناني الأداء وحماية معارفنا التقليدية وطبنا الشعبي وتراثنا الثقافي من التملّك التعسفي وللمساعدة على زيادة الإنتاج الغذائي والحصول على مزايا من البيانات الجغرافية وتوسيع السبل الابتكارية وغير التقليدية للتعليم وتسهيل الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتكوين الثروات". وأضاف السيد بهاتشاريا مشدّدا على "ضرورة فهم قضايا الملكية الفكرية وتطبيق حلول الملكية الفكرية لبناء اقتصاد قائم على المعارف". ولا يمكن تطبيق خيارات السياسة العامة المستنيرة وتنفيذ برامج التنمية البشرية في كل المجالات دون الأخذ باعتبارات الملكية الفكرية المعنية. ولذلك، فإن استعمال الملكية الفكرية لأغراض التنمية ليس مسألة اختيارية وإنما أمر ضروري".
وقالت السيدة امبيو ماهسي-مويلوا، وزيرة الشؤون القانونية والدستورية والعدل وحقوق الإنسان والتأهيل في ليسوتو، ورئيسة مجلس وزراء المنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية (الأريبو): "إن الملكية الفكرية تؤدي دورا محوريا نحو النمو الاقتصادي والتنمية". وقالت إن الأريبو تعمل على إنشاء آليات فعالة لحماية الملكية الفكرية وإنشاء محيط إيجابي لحفز الابتكار في البلدان الأعضاء". وأشادت السيدة ماهسي-مويلوا بالمبادرات العديدة التي اتخذتها الويبو لمساعدة البلدان الأقل نموا تحت قيادة المدير العام. وقالت إن أكبر التحديات في أفريقيا اليوم هو تعزيز الوعي "وبيان كيف يمكن أن يفضي الانتفاع بهذا النظام إلى نتائج تحمل فوائد اقتصادية".
وقال السيد ماديك نيانغ، وزير المناجم والصناعة في السنغال، إن الملكية الفكرية جزء أساسي من العولمة "ومحرّك لا غنى عنه في التنمية الاجتماعية والاقتصادية". وأشار الوزير إلى الحاجة إلى النهوض بفهم أحسن لمزايا نظام الملكية الفكرية ومواصلة تطوير البرامج التدريبية لمهنيي الملكية الفكرية. وأشار أيضا إلى ما ينطوي عليه نظام الملكية الفكرية من إمكانيات لمساعدة البلدان الأقل نموا على تعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق الدولية.
وقال السيد ممادي تراوري، وزير الصناعة والتجارة والسياحة والحرف اليدوية لجمهورية غينيا، إن تكوين كفاءات الملكية الفكرية من أولويات حكومته. وأشار في هذا الصدد إلى خطة عمل للفترة 2007-2009 والتي تشمل عنصرا خاصا بالملكية الفكرية وترمي إلى زرع روح جديدة في الاقتصاد الوطني. وأعرب الوزير عن استيائه لتقليد المنتجات الحرفية الغينية الذي أفضى إلى فقدان فرص العمل وتراجع الثروات والدخل في البلد. وقال إن غينيا قد استفادت من دعم الويبو المتواصل في مجال التدريب وتكوين الكفاءات ولكنّه حثّ على تقديم مزيد من المساعدة بغية تمكين البلد من تحديث بنيته التحتية للملكية الفكرية.
وقال السيد بيليلي نيغيسو، وزير الدولة لتكوين الكفاءات في إثيوبيا، إن الملكية الفكرية "شهدت تغيرات كبرى كانت لها تداعيات عميقة بالنسبة إلى البلدان الأقل نموا" خلال السنوات القليلة الماضية. وقال إن "تلك التغييرات فرضت على البلدان الأقل نموا أن تعتمد صكوكا تشريعية جديدة وشاملة أو أن تعدّل بعض الجوانب من أنظمتها القانونية والقضائية" ولا سيما فيما يتعلق بإدارة حقوق الملكية الفكرية. وقال السيد نيغيسو إن بلده أصبح يدرك أكثر فأكثر الحاجة إلى تعزيز نظامه للملكية الفكرية بما يتمشى والتطورات على الصعيد العالمي.
وأعرب السيد فردريك روهندي، نائب المدعي العام وزير العدل، وزارة العدل والشؤون الدستورية في أوغندا، عن تقدير بلده للويبو ودعمها. ودعا إلى "تحويل الاقتصاديات بواسطة الملكية الفكرية" وشدّد على أهمية إذكاء الوعي بالملكية الفكرية وتحسين فهمها لدى واضعي السياسات. ودعا البلدان النامية إلى دعم مثل تلك المبادرات التي ستعود على الجميع بالنفع في المستقبل. وأبرز الحاجة إلى العمل المشترك في هذا المجال.
وعقب هذه الجلسة العامة، ألقى خبراء دوليون سلسلة من المحاضرات حول مختلف قضايا الملكية الفكرية (البرنامج بالكامل في: https://www.wipo.int/edocs/mdocs/mdocs/en/wipo_ip_ldc_ge_07/wipo_ip_ldc_ge_07_inf_1_prov_3.doc).
ولخّص السيد بهاتشاريا مناقشات اليوم قائلا: "هناك اتفاق عام على أن الملكية الفكرية يمكن أن تساعد البلدان الأقل نموا على بلوغ أهدافها الإنمائية وتسهم في توليد الثروات وتسير بها قدما نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية:". وقال إن التجارب الناجحة التي عرضت في هذا المنتدى – مثل قهوة إثيوبيا وشيكولاتة غانا – يدل على أنه بإمكان البلدان الأقل نموا تحقيق مزايا اقتصادية باستعمال مختلف جوانب نظام الملكية الفكرية من أجل تعزيز قدراتها التنافسية. وأشار السيد بهاتشاريا أيضا إلى التحديات التي تم تحديدها في المناقشات وخصّ بالذكر إذكاء الوعي بالملكية الفكرية وتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية وقلة الموارد وتوسيع القاعدة المعرفية الخاصة بالملكية الفكرية. وفي الختام قال السيد بهاتشاريا إن المنتدى شدّد على ضرورة تكثيف مساعدة الويبو للبلدان الأقل نموا. وقال إن على الويبو أن تخصص موارد إضافية لمساعدة تلك البلدان في أنشطة التوعية وتفعيل سياسات الملكية الفكرية وإنفاذها وتكوين الكفاءات وتشييد المؤسسات ودعم تطوير الصناعات المحلية والنهوض بالابتكار.
ولمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال بشعبة الأخبار ووسائل الإعلام في الويبو عبر :
- الهاتف: 24 72 338 / 61 81 338 (22 41+)
- أو البريد الإلكتروني