الويبو

الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية يستعرض عقدًا من التحول الرقمي في صناعة الموسيقى

بقلملوري رتشارد،رئيس مكتب الشؤون القانونية، الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية

09 مايو 2025

مشترك

تظهر بيانات الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية أن إيرادات صناعة الموسيقى قد تضاعفت منذ عام 2014 لتصل إلى 29.6 مليار دولار، منها نسبة 69 في المائة تمثل خدمات البث الآن على مستوى العالم. ولا يزال حق المؤلف يشكل عنصرًا أساسيًا في التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي، ولا تزال الصناعة تستثمر بكثافة في التسويق وتطوير الفنانين.

تكشف البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية أن قيمة صناعة الموسيقى المسجلة على مستوى العالم قد تجاوزت الضعف منذ عام 2014، حيث ارتفعت من 14 مليار دولار إلى 29.6 مليار دولار، منها نسبة 69 في المائة من الإيرادات تمثل خدمات البث في الوقت الراهن. ويمكن أن يعزى هذا النمو المطرد إلى تبني أصحاب الحقوق للابتكار وترخيص خدمات موسيقى جديدة، وإلى إطلاق العنان للمواهب في مناطق كانت ذات يوم من أكثر المناطق تضررًا من القرصنة. والآن، أصبحت أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أسرع الأسواق نموًا في مجال الموسيقى المسجلة.

وتظهر أحدث البيانات والاتجاهات أن إمكانية استمرار النمو لا تزال قائمة، ولكن الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية يؤكد على أن احترام أطر حق المؤلف والاستثمار في الفنانين لا يزالا عاملين ضروريين. فقد بلغ الإنفاق على الفنانين ومؤلفات الموسيقى (A&R) والتسويق أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث بلغ فعلًا 8.1 مليار دولار أميركي في عام 2023، وسط تحديات غير مسبوقة لحق المؤلف طرحتها شركات الذكاء الاصطناعي.

من الأقراص المدمجة إلى البث: تَحَوُّل الإيرادات

في عام 2015، كتبت مقالًالمجلة الويبوعن حالة صناعة الموسيقى، تناولت فيه الفرص المتاحة لحق المؤلف والنمو المستقبلي والتحديات التي تواجههما. في ذلك الوقت، كان الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية قد نشر لتوه بيانات عن الإيرادات العالمية لعام 2014، التي أظهرت أن صناعة الموسيقى المسجلة بلغت قيمتها 14 مليار دولار أمريكي، شكلت فيها مبيعات الأقراص المضغوطة المصدر الرئيسي للدخل.  وكان عدد المشتركين في سبوتيفاي آنذاك 15 مليون مشترك ــ وصل عددهم إلى 263 مليونًا في عام 2024 - وكانت العقبة الرئيسية أمام النمو هي تشويه السوق الناجم عن المنصات الإلكترونية لمشاركة المحتوى التي انخرطت في توزيع الموسيقى دون تراخيص، مدعيةً أنها تستفيد من امتيازات "الملاذ الآمن".

وبعد عشر سنوات، أصدر الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية تقرير الموسيقى العالمي لعام 2025، الذي قدم أحدث البيانات. وفي عام 2024، بلغت قيمة هذه الصناعة 29.6 مليار دولار أميركي، منها إيرادات بنسبة 69 في المائة من البث. وكان هناك أكثر من 750 مليون مستخدم لحسابات اشتراك البث المدفوع على مستوى العالم، وباستثناء بعض الممتنعين، تفاوضت منصات مشاركة المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية على تراخيص لاستخدام الموسيقى. ولعله من المنصف أن نقول إن عمق ووتيرة تحول الصناعة ونموها قد تجاوزا حتى أكثر التوقعات تفاؤلًا.

وقد دفع نمو صناعة الموسيقى العالمية ثلاثة عوامل رئيسية، هي:

(1) ما يتجاوز البث: المنتجات المادية وترخيص الأداء

رغم الدور الرئيسي الذي يضطلع به البث المدفوع في توجيه نمو السوق، لم تختفِ المنتجات المادية. بل على العكس، شهدت مبيعات أسطوانات الفينيل نموًا مطردًا. كما تعمل منظمات الإدارة الجماعية على زيادة إيراداتها من البث وترخيص الأداء العام. لذلك، رغم أن حسابات البث الرقمي تمثل معظم إيرادات الصناعة، ثمة منتجات أخرى تشهد نموًا أيضًا وتسهم في هذا الاتجاه العام.

(2) التوسع العالمي وتطوير الفنانين المحليين

تشهد الصناعة نموًا عالميًا يصل إلى جميع المناطق. وتشمل الأسواق العشرة الأولى حاليًا الصين وجمهورية كوريا والبرازيل والمكسيك، بينما كانت أسرع المناطق نموًا في عام 2024 هي مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. علاوة على ذلك، وفقًا لورقة بحثية حديثة حول “العولمة المحلية”، شهدت أغلب البلدان التي شملتها الدراسة "زيادة مطلقة ونسبية في الحصة المحلية لأفضل 10 أغانٍ وفنانين في عام 2022". وفي الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية، نرى ما يثبت هذا الاتجاه في أفضل 10 قوائم سنوية لكل سوق.

وتُوضح البيانات أهمية الاستثمار في المواهب المحلية لضمان استمرار النمو، وأهمية وجود أطر عالمية متوقعة ومتناسقة لحق المؤلف تدعم مثل هذا الاستثمار. ولعلنا لا نبالغ في التأكيد على مدى أهمية معاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ومعاهدة الويبو بشأن الأداء والتسجيل الصوتي باعتبارهما أساسين لنظام حق المؤلف على مستوى العالم وعاملين ممكنين لنمو الموسيقى المحلية وغيرها من الصناعات الإبداعية.

(3) النمو العادل عبر سلسلة قيمة الموسيقى

استفادت جميع الفئات ــ من كُتَّاب الأغاني والناشرين والفنانين وشركات التسجيل والموزعين ــ في سلسلة قيمة الموسيقى. وفي المملكة المتحدة، أشار مكتب الملكية الفكرية وهيئة المنافسة والأسواق (CMA)، في دراستيهما حول أرباح مبدعي الموسيقى في العصر الرقمي، إلى حصول الفنانين وكُتَّاب الأغاني على حصة أكبر من إيرادات مبيعات الصناعة المتنامية، في حين وفرت خدمات البث المرخصة للمستهلكين قيمة غير مسبوقة.

يبين الرسم المعلوماتي الملون حصة إيرادات الموسيقى المسجلة لعام 2024 على مستوى العالم حسب نسق وصولها إلى المستخدم. ويعرض الرسم البياني الدائري المجوف التصنيف التفصيلي التالي: 69.0% من إجمالي البث (منها 51.2% بث بالاشتراك، و17.7% بث مدعوم بإعلانات)، 16.4% مبيعات مادية، 9.7% حقوق أداء، 2.8% تنزيلات وتطبيقات رقمية أخرى، 2.2% مزامنة. وعلى الجانب الأيمن، يسلط الضوء على الإحصائيات الرئيسية: "+4.8% نمو الإيرادات العالمية"، "752 مليون مستخدمو حسابات الاشتراك"، و"+9.5% نمو إيرادات البث بالاشتراك". أما رسومات النوتات الموسيقية وقوالب الألوان المتدرجة، فتضفي لمسة بصرية مميزة.
الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية

لاحظ الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية التوجه نفسه عالميًا. ففي عام 2023، دفعت شركات التسجيل نسبة بلغت 34.8 في ا��مائة من إيراداتها للفنانين، الأمر الذي يعكس تزايد المدفوعات بنسبة 107 في المائة بين عامي 2016 و2023. كما استفاد كُتَّاب الأغاني والناشرون أيضًا ــ حيث تجاوزت إيراداتهم من البث في عام 2023 ضعف ما حققوه من مبيعات الأقراص المدمجة في عام 2001، وهو العام الذي بلغت فيه المبيعات المادية ذروتها.

استثمار 8.1 مليار دولار في مجال تطوير الفنانين: تجاوز التشويش الرقمي

ويَصُح أن نقول أيضًا إنه رغم تمتع فناني اليوم بخيارات وفرص أكثر من ذي قبل فيما يتعلق بإنتاج موسيقاهم وتوزيعها، فإن "إضفاء الطابع الديمقراطي" على إنتاج الموسيقى والمنافسة العالمية يجعل من الصعب عليهم كذلك الوصول إلى المعجبين أكثر من أي وقت مضى.

إذ توفر منصات البث أكثر من 100 مليون أغنية على مواقعها، ويُرفع أكثر من 100,000 تسجيل جديد يوميًا، وفقًا لشركة Luminate (شركة رصد سوق الترفيه وتحليله، التي عُرفت في السابق باسم MRC Data وNielsen Music). ولهذا السبب تستمر شركات التسجيل في أداء دور محوري في منظومة الموسيقى؛ لخبرتها في اكتشاف المواهب وترويجها ورعايتها، التي تساعد الفنانين على النجاح في المنافسة المتصاعدة لجذب انتباه المعجبين.

فتحقيق المزيد من النجاح ليس بالأمر الحتمي؛ وإنما يتطلب استثمارًا وإيمانًا بالبراعة الفنية البشرية وإطارًا قويًا لحق المؤلف.

مع ذلك، رغم التطور السريع الذي شهدته الصناعة والتغيرات الكبيرة التي طرأت على بيئة عملها، ظلت مركزية الفن وإيمان شركات التسجيل بالفنانين وموسيقاهم واستثمارها فيهما عناصر ثابتة لا تتزعزع.

ووفقًا لتقرير الموسيقى العالمي لعام 2025الصادر عن الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية،بلغت استثمارات شركات التسجيل في الفنانين ومؤلفات الموسيقى والتسويق أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث بلغت 8.1 مليار دولار أمريكي في عام 2023. ورغم ضرورة هذا الاستثمار، إلا أنه لا يزال أمرًا محفوفًا بمخاطر عالية، لاقتصار النجاح على فنان واحد أو فنانين اثنين من بين كل عشرة فنانين على المستوى التجاري. ويستفيد من هذا الاستثمار أيضًا جهات فاعلة أخرى في القطاع، بدءًا من كُتَّاب الأغاني والناشرين إلى مقدمي الخدمات الرقمية.

وفي ظل هذه الخلفية، تظل حماية حق المؤلف شرطًا مسبقًا بالغ الأهمية لشركات التسجيل للقيام باستثمارات محفوفة بالمخاطر في الفنانين وموسيقاهم. ذلك أنه دون الحقوق الحصرية التي يوفرها حق المؤلف، لن تتمكن شركات التسجيل من التفاوض على شروط تجارية عادلة حتى تستخدم تسجيلاتها الضرورية لتأمين تأليف موسيقى جديدة والاستثمار في فنانين جدد.

ويظل هذا المبدأ الأساسي لحق المؤلف على نفس القدر من الأهمية في سياق الذكاء الاصطناعي التوليدي.

إذ لا يوجد طلب واضح من المستهلكين على الموسيقى المُولّدة بالذكاء الاصطناعي؛ نظرًا لتمتع الفنانين البشر بقدرة أكبر على تلبية هذا الطلب.

الذكاء الاصطناعي وحق المؤلف في مجال الموسيقى

في الوقت الذي تدرس فيه الحكومات في مختلف أنحاء العالم ما إذا كانت هناك ضرورة لإجراء أي تعديلات لأطر حق المؤلف في سياق الذكاء الاصطناعي، إن وجدت، يجدر بنا أن نتعلم من أخطاء الماضي ــ كما حدث مع الوسطاء عند تقديم بند لإخلاء مسؤوليتهم عن أنواع محتوى يتشاركها المستخدمون عبر الإنترنت ــ وألا نُقَدِّم استثناءات دون تقييم شامل قائم على الحقائق للاحتياجات المجتمعية والتأثير الاقتصادي.

فلا يوجد ما يبرر لمقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي أن يستخدموا التسجيل الصوتي لتدريب النماذج دون التفاوض على التراخيص. إذ لا يوجد طلب واضح من المستهلكين على الموسيقى المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، نظرًا لتمتع الفنانين البشر بقدرة أكبر على تلبية الطلب على الموسيقى الجديدة، وإثبات أصحاب الحقوق لقدرتهم على ترخيص الحقوق على نطاق واسع.

الصراع القانوني على الذكاء الاصطناعي وحقوق الموسيقى

على مدار تاريخ صناعة التسجيل الذي يمتد لأكثر من 100 عام، تَبَنَّى الفنانون وشركات التسجيل التكنولوجيات الجديدة، فكانوا دائمًا ما يتكيفوا معها ويتعاونوا باستخدامها. والذكاء الاصطناعي ليس استثناءً، حيث يستخدم الفنانون وشركات التسجيل مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، وسيستمروا في استخدامها.

فالتحدي الذي يواجه الصناعات الإبداعية لم يكن في ظهور تكنولوجيات جديدة، بل كان في رد الفعل التلقائي المشروط لعناصر من قطاع التكنولوجيا، التي دعت إلى إضعاف حق المؤلف (بزعم أن التقدم التكنولوجي يفرضه) وتذرعت بحقيقة مفادها أن التكنولوجيات الجديدة غالبًا ما تُستخدم دون احترام لقواعد حق المؤلف بسبب "الافتقار إلى الوضوح".

مع ذلك، فإن العدد المتزايد من الإجراءات القانونية المتخذة من أصحاب حق المؤلف البارزين ضد بعضٍ من كبرى شركات مقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما فيها OpenAI، وMeta وAnthropic، أو من مطوري الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى Suno وUdio، يوضح النهج الذي تبنته هذه الشركات.

والواقع أن هذا التحدي الذي يواجهه واضعو السياسات في مجال حق المؤلف غير مسبوق ولكنه مألوف. فهو غير مسبوق من منظور أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون الابتكار الأقوى والأكثر تحويلًا في حياتنا. مع ذلك، كان لحق المؤلف القائم على حقوق حصرية قوية الفضل في تقديم حلولٍ من قبل.

سياسة متوازنة لحق المؤلف في موسيقى الذكاء الاصطناعي

لوضع سياسة متوازنة لحق المؤلف في سياق الذكاء الاصطناعي، هناك ثلاث نقاط بارزة يمكن اعتبارها بمثابة معايير، وهي:

(أ) الإطار العالمي لحق المؤلف لا يزال مناسبًا

الإطار العالمي لحق المؤلف القائم على معاهدات الويبو بشأن حق المؤلف لا يزال أساسًا راسخًا. ويجب ضمان الحقوق الحصرية لأصحابها واحترامها، ويجب أن تمتثل أي استثناءات أو تقييدات للاختبارات الثلاثية الخطوات المنصوص عليها في المعاهدات. ولا ينبغي أن تكون هناك أي استثناءات، خصوصًا إذا كان ترخيص المصنفات المحمية بموجب حق المؤلف لتدريب الذكاء الاصطناعي خيارًا قابلًا للتطبيق. 

(ب) الشفافية ضرورية

في حالة عدم وجود شفافية كافية، تصبح ممارسة حق المؤلف أمرًا صعبُا للغاية أو باهظ التكلفة. لهذا السبب، على سبيل المثال، تُلزم المادة 53 من قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي، الذي اعتُمِدَ مؤخرًا، مطوري الذكاء الاصطناعي "بوضع ملخص مفصل بالقدر الكافي عن المحتوى المستخدم لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي للأغراض العامة وإتاحته للجمهور...".

(ج) الإبداع البشري لا يزال محوريًا

يحمي حق المؤلف منتجات الإبداع البشري الأصيل. ويستخدم منشئوه في مختلف القطاعات أدوات ذكاء اصطناعي مختلفة للمساعدة في العمليات الإبداعية. مع ذلك، رغم أن استخدام الفنانين لأدوات الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يحرم المصنفات الناتجة من الحماية، إلا أن المخرجات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي وحده لا تتمتع بالحماية بموجب قوانين حق المؤلف، ولا ينبغي لها أن تتمتع بها.

فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحسن حياتنا اليومية وأن يساهم في إيجاد حلول للقضايا الملحة، بما فيها تطوير عقاقير جديدة ومكافحة تغير المناخ. رغم ذلك، فمن المهم أن نميز بين مثل هذه الأهداف المفيدة اجتماعيًا وبين تطوير نماذج للذكاء الاصطناعي التوليدي تسعى إلى الاستفادة من الإبداع البشري بلا مقابل. ففي الحالة الأخيرة، لا أساس لتطبيق استثناءات على حق المؤلف؛ فالسماح لمطوري الذكاء الاصطناعي باستغلال إبداع أصحاب الحقوق لتحقيق مكاسب تجارية لهم سيكون باطل اقتصاديًا وخاطئ أخلاقيًا.

مستقبل صناعة الموسيقى: البث وحق المؤلف والذكاء الاصطناعي

ما الذي تحمله السنوات العشر القادمة لصناعة الموسيقى المسجلة عالميًا؟ أكثر الأمور إثارة في قطاعنا هي أننا ببساطة لا نعرف ما هي اتجاهات الموسيقى المستقبلية وأنواع الموسيقى والمهارات الإبداعية التي سيتبناها المعجبون؛ فهناك دائمًا ما هو جديد وغير متوقع.

مع ذلك، من الواضح أن صناعة التسجيل اليوم تتبنى التغيير وتشارك بشكل مباشر في دفع عجلة الابتكار. وهذا يعني نموًا مستمرًا في الأسواق الجديدة والناشئة، مما يؤدي إلى تطوير أكبر للفنانين وإتاحة فرص للانطلاق عالميًا.

وستظل التكنولوجيا شريكًا أساسيًا لشركات التسجيل في استكشاف سبل لتعميق الروابط بين الفنانين والمعجبين. أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فثمة طريقة إيجابية للمضي قدمًا، تتمثل في ترخيص الموسيقى بشروط عادلة لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي القائمة على مبادئ الترخيص والشفافية. ولا ينقصنا سوى اعتراف الحكومات بذلك ودعمها له.

ولعل من عجيب المفارقات، أن مستقبل الموسيقى المثير يعتمد على الشيء نفسه الذي دعم تطور الموسيقى طيلة عشر سنوات: وهو احترام الإطار العالمي لحق المؤلف.

نبذة عن المؤلف

لوري رتشارد هو رئيس مكتب الشؤون القانونية، للاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية، ومقره في لندن. وقبل انضمامه إلى الاتحاد، كان مديرُا بجمعية حق المؤلف للفنانين المسرحيين ومنتجي التسجيلات غرامكس في فنلندا وشريكُا في بروكوبيه وهورنبورغ، وهي إحدى شركات المحاماة الرائدة في فنلندا. ويشتهر أيضًا بمشاركته في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1988.