Shutterstock.com/Rokas Tenys

استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي: كيف أرسى أحد المخضرمين في بوليوود سابقة قانونية

كتب ديباك ج. بارمار، محامي الملكية الفكرية، الهند

23 أبريل 2025

مشترك

مطرب الأفلام أريجيت سينغ هو أكثر الفنانين متابعة على سبوتيفاي. وعندما جرى استنساخ صوته، أبرزت قضية المحكمة التي جاءت نتيجة ذلك القلق المتنامي من الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية وحقوق الشخصية.

يعمل أكثر المطربين الذكور شعبية في بوليوود مطربي أفلام حيث يمكن لأصواتهم ملاءمة أي من ممثلي الأفلام، ولكنهم لا يظهرون على الشاشة بأنفسهم. ولكن أريجيت سينغ هو واحد ضمن قلائل ممن ظهروا من خلف الكواليس.

وبدءًا من شهر مارس 2025، أصبح سينغ هو أكثر الفنانين متابعة على سبوتيفاي، حيث بلغ عدد مستمعيه 138.5 مليون مستمع، متجاوزًا تيلور سويفت التي يبلغ عدد متابعيها 133 مليون متابع. وفي حين تظل سويفت ضمن أعلى 10 مطربين في البث، يحتل سينغ المرتبة السبعين. إلا إن شعبية سينغ كفنان منفرد قد أدت إلى تطوير غير محمود، فالشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لنسخ صوته.

وقد رفع سينغ عام 2024 دعوى قضائية وفاز فيها، مما يحتمل أنه قد أرسى سابقة قانونية لحقوق الشخصية في عصر الذكاء الاصطناعي. ويأتي الحكم في قضية أريجيت سينغ ضد كوديبل فنتشرز إل إل بي كأول حكم هندي يتناول سوء استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والملكية الفكرية، والموسيقى. كما إنه يبرز التوتر المتنامي بين الابتكار التكنولوجي وحقوق الشخصية، إذ يتحدى الذكاء الاصطناعي التوليدي الأعراف التقليدية بشأن الهوية ونسبة العمل لمؤلفه.

قضية Arijit Singh ضد Codible Ventures LLP

فماذا حدث إذًا؟ ادعى سينغ أن كوديبل فنتشرز كانت تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتصنيع تسجيلات اصطناعية لصوته، وهي ممارسة تعرف باسم استنساخ الأصوات. كما إنها استخدمت شبه سينغ في إعلاناتها، مما حرف تأييده للحدث الذي نظمته افتراضيًا أو أدائه فيه، وأنشأ أصولاً متنوعة تحمل اسمه وشبهه دون ترخيص.

"ما يصدم ضمير المحكمة هو الطريقة التي يبلغ بها المشاهير حد الاستضعاف حتى إنهم يصبحون مستهدفين بمحتوى الذكاء الاصطناعي التوليدي غير المرخص."

وقد حكم القضاة أن اسم سينغ وصوته وصورته وشبهه وشخصيته وغيرها من الصفات مشمولة بالحماية بموجب حقوق شخصيته وحقه في العلانية. كما أعربت المحكمة عن قلقها على وجه خاص حيال احتمالية الاستغلال التي تتيحها هذه التكنولوجيا الجديدة.

وقد أشار القاضي ر. إ. تشاغلا، أحد قضاة محكمة بومباي العليا، إلى أن "ما يصدم ضمير المحكمة هو الطريقة التي يبلغ بها المشاهير، ولا سيما المؤدون مثل المدعي في هذه القضية، حد الاستضعاف حتى إنهم يصبحون مستهدفين بمحتوى الذكاء الاصطناعي التوليدي غير المرخص".

ولا يحمي هذا الحكم حقوق أحد مطربي الهند المحبوبين فحسب، بل إنه نقطة مرجعية حرجة للمبدعين حول العالم ممن يتلمسون طريقهم في غمار الاستغلال غير المرخص لشخصياتهم في عصر الذكاء الاصطناعي.

السوابق القانونية الهندية في مجال حقوق شخصية المشاهير

ليست هذه المرة الأولى التي تحكم فيها محكمة هندية بأن المشاهير يتمتعون بالحق في حماية الأوجه المختلفة لشخصيتهم من الاستغلال التجاري غير المرخص، حتى قبل مجيء الذكاء الاصطناعي.

ولكن مفهوم حقوق الشخصية جديد نسبيًا في الهند، كما فسرت مادو غادوديا، نائبة الشريك المدير في Naik Naik & Co. في حديث للويبو في 2024. فقد كان يتعين اشتقاقه من القانون العام، وحق المؤلف، و العلامات التجارية، وحتى من مجلس معايير الإعلان في الهند. ويحمي هذا الأخير المشاهير من استخدام وجوههم في الإعلان عن أشياء دون ترخيص، وهو ما ينطبق أيضًا على أصواتهم، التي يسهل التعرف عليها كما الوجوه.

فبعض الثواني من مادة مسموعة هو كل المطلوب لاستنساخ صوت بدقة تصل إلى 95 بالمئة.

وقد كانت ثمة قضايا عديدة ترسخ هذه الحقوق. ففي دي إم إنترتينمنت (بي) المحدودة ضد بيبي غيفت هاوس (2010)، زُعِم أن المتهمين كانوا يبيعون عرائس لم تكن تحمل شبه دالر ميندي، وهو مؤلف موسيقي وكاتب أغاني ومطرب هندي مشهور، فحسب، بل كان بإمكانها غناء بعض سطور من أغانيه. ورأت المحكمة أن الاستخدام غير المرخص لشخصية أحد المشاهير بغرض الربح يخضع لانتهاك حق العلانية، والمصادقة الكاذبة، والانتحال. أي إن حق العلانية ينبع من حق الفرد الأصيل في اختيار الاستغلال التجاري لهويته من عدمه.

وفي قضية أميتاب باتشان ضد راجات ناجي (2022)، تمتع الفنان الأسطوري أميتاب باتشان بتمديد الحماية القانونية له ضد سوء استخدام خصال شخصيته. وأدى هذا إلى إصدار محكمة دلهي العليا أول أوامرها ضد متهم مجهول، كما أشارت غادوديا أيضًا في حديثها للويبو في 2024. وكان هذا أمرًا ضد العالم والجمهور عمومًا لحماية حقوق الشخصية. وحتى إذا لم يكن المتهم معروفًا اليوم، يسري الأمر تلقائيًا على المتهمين في المستقبل أو عندما يعرف بارتكاب الانتهاك. ويتضمن ذلك سوء الاستخدام العادي، فضلاً عن الوسائط المستقبلية بما في ذلك الرموز غير القابلة للاستبدال والميتافيرس.

وفي أحكام حماية حقوق الشخصية والحق في العلانية، يجب على المدعين إثبات ثلاثة أركان رئيسية، هي: حالتهم من حيث الشهرة، وقابليتهم للتعرف عليهم من الاستخدام غير المرخص الذي قام به المتهم، وأن هذا الاستخدام الذي قام به المتهم هو بغرض الكسب التجاري.

وقد لاحظت محكمة دلهي العليا في قضية أنيل كابور ضد سيمبلي لايف إينديا (2023) أن حق الممثل المخضرم أنيل كابور في المصادقة سيكون في واقع الأمر "أحد المصادر الرئيسية لكسب العيش للشخصية المشهورة."

وعليه، فأي شيء "يحمل وجه شخصيته أو سماتها عليه" يشترط أن يحصل على ترخيص قانوني منه.

وفي قضية كاران جوهار ضد إينديان برايد أدفايزوري برايفت المحدودة (2024)، قيدت محكمة بومباي العليا الاستخدام غير المرخص لاسم المخرج كاران جوهار وشخصيته بغرض الكسب التجاري.

انتصار حقوق شخصية أريجيت سينغ على الذكاء الاصطناعي

في قضية أريجيت سينغ، حكمت محكمة بومباي العليا أيضًا بأن سمات شخصية المطرب، بما في ذلك اسمه، وصوته، وصورته، وشبهه، مشمولة بالحماية وأن إنشاء بضائع ومجالات وأصول رقمية دون ترخيص هو فعل غير قانوني.

كما رسخت المحكمة الأوجه التالية المشمولة بالحماية لحقوق شخصية سينغ وحقه في العلانية، وهي: صوته، وأسلوبه الصوتي، وطريقته الصوتية، وترتيباته الصوتية وتفسيراته، وسلوكياته وطريقة غنائه، بل وحتى توقيعه.

وبالإضافة إلى ذلك، أرست المحكمة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء صوت سينغ وشبهه - بعيدًا عن انتهاك حقه الاستئثاري في الاستغلال التجاري لشخصيته - قد يؤثر على مهنته إذا استخدم لأغراض التشهير أو لأغراض شريرة.

"ينتهك هذا الشكل من الاستغلال التكنولوجي حق الشخص في التحكم في شبهه وصوته الخاصين به وحمايتهما".

وقد نجح سينغ في الدفاع عن حقوق شخصيته عن طريق استصدار أمر مؤقت من محكمة بومباي العليا يحظر على كيانات عديدة، بما فيها منابر أدوات الذكاء الاصطناعي، من استغلالها تجاريًا.

Digital illustration of a human face formed by interconnected glowing blue lines and dots, representing artificial intelligence. To the left, there is a soundwave graphic suggesting voice or audio data. The background features a grid of small digital squares, emphasizing a high-tech, futuristic theme.
Getty Images/ArtemisDiana

كيف يعمل استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي

إن استنساخ الصوت الحقيقي أو تحويل الصوت القائم على الاسترجاع هو إحدى خوارزميات الذكاء الاصطناعي الذي يسمح للمستخدمين باستنساخ الأصوات من عينات صوتية موجودة مسبقًا. فمن خلال أدوات سهلة الاستخدام مثل Jammable أو TopMedia، يكفي بعض الثواني من مادة مسموعة لاستنساخ صوت بدقة تصل إلى 95 بالمئة. وتشكل هذه الأدوات لاستنساخ الصوت خطرًا جمًا على مالكي حق الملكية الفكرية وعلى الجمهور عمومًا سبب التزوير المحتمل، مثل قيام المحتالين باستنساخ صوت صديق أو أحد الأحباء واستخدامه لطلب المال.

وكي تولد أدوات الذكاء الاصطناعي مصنفات جديدة، فهي بحاجة إلى تدريبها على البيانات، مما يجعلها تحمل سمات مجموعة بيانات التدريب. وفي قضية أريجيت سينغ ضد كوديبل فنتشرز إل إل بي، زُعِم أن مجموعة بيانات تضم 456 أغنية من مجموعة سينغ قد تم رفعها على أدوات الذكاء الاصطناعي دون ترخيص. وقد أتاحت هذه الأدوات للمستخدمين تحويل أي نص، أو كلام، أو تسجيل صوتي، أو ملف صوتي إلى نسخة الذكاء الاصطناعي من صوت سينغ.

ويتقاطع تحدي استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي مع حقوق الشخصية وحماية حق المؤلف. وبالنسبة للمطربين مثل سينغ، يشكل الصوت سمة شخصية ووسطًا لإنشاء مصنفات مشمولة بحق المؤلف. وعندما تدرَّب أدوات الذكاء الاصطناعي على أغاني فنان دون إذن، فهي تنتهك حق المؤلف لهذا الفنان بالتزامن مع استخراج خصائصه الصوتية المميزة وتكرارها.

وينبغي تطبيق القوانين ليس فقط على المشاهير، بل أيضًا على كل فرد، إذ يحظى كل شخص بالحق في حماية شخصيته وخصوصيته.

وفي قضية سينغ، اجتذب المتهمون أيضًا الزوار إلى موقعهم و/أو أدواتهم للذكاء الاصطناعي عن طريق استغلال شعبية سينغ وسمعته، ومن ثم تعريض حقوق شخصية سينغ إلى الانتهاك المحتمل. كما جرأ المتهمون مستخدمي الإنترنت على إنشاء تسجيلات صوتية وفيديوهات مزورة أساءت استخدام شخصية سينغ وهويته.

ورأت المحكمة أن "إتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح تحويل أي صوت إلى صوت أحد المشاهير دون إذنهـ/ـا تشكل خرقًا لحقوق شخصية هذا المشهور". كما قررت أن صوت الشخصية المشهورة هو "مكون رئيسي لهويته الشخصية وشخصيته العامة".

وأشار القاضي ر. إ. تشاغلا بمحكمة بومباي العليا إلى أن "هذا الشكل من الاستغلال التكنولوجي لا ينتهك حقوق الفرد في التحكم في شبهه وصوته الخاصين وحمايتهما فحسب، بل أيضًا يقوض قدرته على منع الاستخدام التجاري والمدلس لهويته".

وقد لاحظت المحكمة أن السماح للمتهمين بمواصلة استخدام اسم سينغ وصوته وشبهه وما إلى ذلك في شكل محتوى الذكاء الاصطناعي دون موافقة لن يعرض حياة المطرب ومهنته لخطر اقتصادي فحسب، بل أيضًا سيترك المجال للأفراد عديمي الضمير لإساءة استخدام هذه الأدوات لأغراض شريرة.

وما يميز هذا الأمر هو كيفية ترسيخ المحاكم لسبل تطبيق الأطر القانونية الموجودة بالفعل (حقوق الشخصية، وحق المؤلف) على هذه التحديات الجديدة بدلاً من ردها باعتبارها مفرطة في حداثتها بحيث يتعذر تناولها. ومع تطور التكنولوجيا بخطى واسعة، تظل المبادئ الأساسية حول الهوية الشخصية والحق في التحكم في التعبير الشخصي للفرد ذات أهمية.

عن الكاتب

البروفيسور (المحامي) ديباك ج. بارمر هو محام في مجال الملكية الفكرية، ووسيط، ومحكم، ومؤسس Cyber-IPR في مومباي بالهند. وهو أحد أعضاء المجلس الاستشاري لمركز تطوير الملكية الفكرية والبحوث ومجلس غرف التجارة الأوروبية بالهند، وذلك ضمن عضويته بمجالس أخرى.

عادة ما تورد مقالات ’في المحاكم‘ أخبارًا عن قضايا المحاكم وأحكامها الحالية، ويجري تداولها في موعدها للمناقشة والتعليق.