أوبيندو نغيتيري: رحلة دفاع عن العدالة والابتكار في تنزانيا

عندما بدأت أوبيندو نغيتيري رحلتها كقاضية في تنزانيا، لم تتخيل أبدا أنها ستساعد يوما ما في تشكيل الطريقة التي يتعامل بها القضاء مع قضايا الملكية الفكرية. واليوم، وبصفتها نائبة مسجل المحكمة العليا في تنزانيا ومنسقة تعاون السلطة القضائية مع الويبو، أصبحت محركاً رئيسياً للجهود الرامية إلى تعزيز فهم الملكية الفكرية من الناحية القضائية، وضمان أن يكون القضاة والموظفون في سلك القضاء مجهزين بشكل أفضل لدعم حقوق المبدعين والمبتكرين.

نداء الواجب لخدمة العدالة

ولدت أوبيندو ونشأت في أروشا، وترعرعت على حس عميق بالعدالة.

وتقول: "أثناء نشأتي، شاهدت قلة من الناس يسعون إلى العدالة ويكافحون للدفاع عن حقوقهم". "وقد غذت هذه التجارب طموحي لأن أكون جزءا من الحل لدعم العدالة والإنصاف في المجتمع".

وبدافع من هذا الشغف، حصلت على شهادة في القانون واكتشفت القوة التحويلية للنظام القانوني. في عام 2012، حققت هدفًا طالما سعت إليه بالانضمام إلى السلك القضائي في تنزانيا كقاضية مقيمة.

وتقول: "عززت رحلتي الأكاديمية إيماني بقوة القانون في تغيير الحياة واستعادة الأمل". "في كل من دوري القضائي ودوري الإداري الحالي كنائبة مسجل المحكمة العليا، أتذكر دائما المسؤولية الهائلة التي نتحملها في تفسير القانون وتطبيقه بنزاهة، ودعم مبادئ العدالة، والمساهمة في إقامة مجتمع عادل ومنصف".

مشكلة جديرة بحلها

في بداية مسيرتها القضائية، بدأت أوبيندو تلاحظ ارتفاعًا في عدد القضايا المتعلقة بالملكية الفكرية، بما في ذلك قضايا حق المؤلف والعلامات التجارية والبراءات، ولاحظت أن العديد من المختصين في المجال القانوني يفتقرون إلى التدريب اللازم لمعالجة هذه القضايا. وحسب رأيها، كثيرًا ما يجد القضاة صعوبة في تفسير قانون الملكية الفكرية، ونتيجة لذلك، لا يحصل المبدعون دائمًا على الحماية التي يستحقونها.

"في المجالات عالية التقنية مثل الملكية الفكرية، من الضروري الإلمام بالموضوع. وتوضح قائلة: "في مثل هذه الحالات، قد يؤدي الافتقار إلى الخبرة إلى اتخاذ قرارات غير عادلة وإلى إساءة تطبيق العدالة".

البحث عن حلول

وتصميماً منها على تغيير هذا الوضع، تم اختيار أوبيندو في عام 2018 لحضور دورة تدريبية حول الملكية الفكرية لكبار المسؤولين القضائيين من أقل البلدان نمواً، نظمتها الويبو والمكتب السويدي للبراءات والتسجيل (PRV). كانت هذه التجربة حاسمة، حيث عمقت فهمها للملكية الفكرية وألهمتها لنقل هذه الخبرة إلى بلدها.

عادت مدفوعة برؤاها الجديدة والتزامها بتحقيق رؤيتها: بناء القدرات القضائية في مجال قانون الملكية الفكرية في جميع أنحاء تنزانيا لإطلاق العنان للإمكانات الإبداعية والاقتصادية للبلاد.

صنع التغيير بالتعاون مع الويبو

تبنى القضاء في تنزانيا مبادرة أوبيندو، وأقام شراكة متينة مع الويبو لتعزيز القدرات القضائية في مجال الملكية الفكرية.

في عام 2021، وقعت السلطة القضائية في تنزانيا مذكرة تفاهم مع الويبو لتعزيز بناء قدرات القضاة والموظفين في سلك القضاء في مجال الملكية الفكرية. وبفضل هذا الالتزام المشترك ودعم الويبو، حدثت تغييرات مهمة. حضر القضاة والموظفون في سلك القضاء حلقات عمل تدريبية متخصصة في مجال الملكية الفكرية ودورات في التحكيم والوساطة. شاركت تنزانيا في منتدى القضاة والندوات القضائية التي نظمتها الويبو. يتمتع الآن مئات من المهنيين القانونيين بإمكانية الوصول إلى التدريب والموارد الإلكترونية التي توفرها الويبو، بما في ذلك WIPO Lex، وهي قاعدة بيانات عالمية تضم قوانين الملكية الفكرية والمعاهدات والأحكام القضائية، كما جرى تطوير مواد تدريبية في مجال الملكية الفكرية.

وقد تحسن فهم القضاء للملكية الفكرية بشكل كبير، مما أدى إلى إصدار أحكام أكثر استنارة واتساقاً في قضايا الملكية الفكرية البارزة، مما أدى في نهاية المطاف إلى تعزيز منظومة الابتكار في تنزانيا.

التطلع إلى المستقبل

تتجاوز رؤية أوبندو الإنجازات التي تحققت اليوم. فهي تتصور مستقبلاً يصبح فيه التعليم في مجال الملكية الفكرية جزءاً أساسياً من التدريب القضائي في تنزانيا، مما يضمن أن يكون كل قاضٍ وموظف قضائي مجهزاً للتعامل مع قضايا الملكية الفكرية بإنصاف وثقة.

تُظهر رحلة أوبندو كيف يمكن للتعاون والشغف والهدف، إلى جانب الدعم المناسب، أن يدفعوا إلى إحداث تغيير ذي مغزى. ومن خلال عملها مع الويبو والسلطة القضائية في تنزانيا، تساعد أوبندو في إلهام جيل جديد من القيادات القضائية الملتزمة بحماية الملكية الفكرية ودعم الابتكار.

معلومات أساسية

يتعاون المعهد القضائي للويبو مع القضاة والمحاكم في جميع أنحاء العالم لتعزيز فهمهم لقانون الملكية الفكرية. من خلال برامج التدريب والشراكات الاستراتيجية والموارد والمنتديات للتبادل القضائي، تدعم الويبو النظم القانونية في تكيفها مع المتطلبات المتغيرة للابتكار والإبداع.