الملكية الفكرية تحرّك الرياضة
بقلم إدوارد هاريس، شعبة التواصل، الويبو
يقترب اليوم العالمي للملكية الفكرية 2019 بسرعة خارقة من يومه 26 أبريل. ويشارك الجميع في مئات الفعاليات عبر العالم محتفلين بشعار هذه السنة - "للذهب نسعى" - ومكتشفين كيف تشجّع حقوق الملكية الفكرية وتدعم تطوير الرياضة لمحبّيها في العالم.
وفي الويبو، كل يوم هو اليوم العالمي للملكية الفكرية - فخدمات إيداع البراءات والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية هي في مركز كل ذلك: إنها الشبكة العالمية التي على أساسها تتنقّل عبر العالم كل الابتكارات التكنولوجية ومبادرات التوسيم المعاصرة وتصاميم المنتجات المتقدمة.
وتؤدي معاهدات الويبو لحق المؤلف وغيرها من المعاهدات ذات الصلة دورا مهما في سوق تزداد عولمةً لفائدة المبدعين والفنانين وأيضا المنظمات الرياضية التي تعتمد على هيئات البثّ لإذاعة تغطية مناسباتها وإمتاع محبّيها واستقطاب رعاتها. وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، لا سيما تلك الخاصة بهيئات البث، هي في مرتكز العلاقة بين الرياضة والتلفزة وسائر الوسائط.
وللويبو معاهدة، من بين معاهداتها الـ26، تدعم مباشرة الحركة الأولمبية والألعاب الأولمبية التي تعدّ من أبرز المناسبات الرياضية في العالم.
وتقتضي معاهدة نيروبي بشأن حماية الرمز الأولمبي من الدول الأعضاء فيها أن تلتزم "برفض أي إشارة تتكون من الرمز الأولمبي أو تتضمن ذلك الرمز، كما هو محدد في ميثاق اللجنة الدولية الأولمبية، أو تلتزم بإلغاء تسجيل تلك الإشارة كعلامة، وتتخذ التدابير المناسبة لحظر استعمالها كعلامة أو إشارة أخرى للأعراض التجارية، إلاً بتصريح من اللجنة الدولية الأولمبية."
(الصورة: اللجنة الأولمبية الدولية)وحتى الآن، انضم إلى معاهدة نيروبي 52 من مجموع الدول الـ192 الأعضاء في الويبو.
وأساسا، كل البلدان الموقّعة على المعاهدة ملزَمة بحماية الرمز الأولمبي - خمس حلقات متشابكة - من الاستخدام لأغراض تجارية (في الإعلانات أو على السلع أو كعلامة تجارية، أو ما إلى ذلك) دون تصريح من اللجنة الدولية الأولمبية. واللجنة الأولمبية الدولية هي منظمة دولية مستقلة غير ربحية. وهي التي تدير الحركة الأولمبية وتتعهّد بإرساء عالم أحسن بفضل الرياضة.
ومن الآثار الإيجابية لمعاهدة نيروبي أنه في حال منحت اللجنة الدولية الأولمبية تصريحاً باستخدام الرمز الأولمبي في بلد يكون طرفا في المعاهدة، فإن اللجنة الوطنية الأولمبية لذلك البلد تصبح مؤهلة للحصول على جزء من الإيرادات التي تحققها اللجنة الدولية الأولمبية من ذلك الاستخدام.
وتستخدم اللجنة الدولية الأولمبية أيضا نظام مدريد للتسجيل الدولي للعلامات التابع للويبو من أجل إدارة حقيبتها من العلامات التجارية في العالم، والتي تضمّ ما يُعرف بـ "الممتلكات الأولمبية". وهي تشمل جميع الحقوق المتعلقة بتنظيم الألعاب الأولمبية واستغلالها وتسويقها. وينصّ ميثاق اللجنة الأولمبية على أنّ علم الألعاب الأولمبية وشعارها ونشيدها ورموزها وشعاراتها وشعلتها ومشاعلها وتسمياتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "الألعاب الأولمبية" و"الأولمبياد" هي ممتلكات أولمبية.
وهكذا، فإن وسم اللجنة الدولية الأولمبية، كما هو معبّر عنه من خلال هذه العلامات المحمية، هو جزء لا يتجزأ من نموذج الإيرادات الذي تطبّقه والذي يمكّنها من دعم تطوير الرياضة في العالم.
وتضخّ اللجنة الدولية الأولمبية تسعين في المائة من الأموال التي تحقّقها، من خلال صفقات الرعاية ومبيعات حقوق البثّ، في استثمارات عالمية من أجل تطوير الرياضة.
وبالإضافة إلى معاهدة نيروبي، اعتمدت بلدان كثيرة (استضافت الألعاب الأولمبية أو ستستضيفها) تشريعات وطنية محددة لحماية الممتلكات الأولمبية وحقوق منظمي الأحداث الرياضية.