التنقل المعتمد على الطاقة البشرية باقٍ ولم يعفى عليه الزمان

2 يونيو 2025

#
الصورة: iBrave/iStock/Getty Images Plus

ومع مرور القرن العشرين، حلّت السيارات والقطارات والطائرات القادرة على نقلنا في كنف الراحة ودون عناء محل العربات المجرورة بالخيل أو الثيران، والدراجات الهوائية التي تعمل بالطاقة البشرية.

ولكن مع توغلنا في القرن الحادي والعشرين، بدأنا نعود إلى الطاقة البشرية.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، سيعيش اثنان من أصل كل ثلاثة أشخاص في مناطق حضرية بحلول عام 2025. ولا نقصد هنا مدناً عادية، بل مدناً ضخمة يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة.

ولن يكون التنقل في هذه المدن المزدحمة باستخدام السيارات والحافلات أمراً هيناً. وقد يصبح خيار التنقل مشياً أو باستخدام الدراجات الهوائية أفضل لقطع المسافات القصيرة. ويقول نيكولاس بادمنتون في تقرير الاتجاهات التكنولوجية للويبو لعام 2025: مستقبل النقل: "يخبئ لنا المستقبل طفرة في استخدام وسائل النقل الصغيرة، من قبيل الدراجات الكهربائية ودراجات السكوتر الكهربائية ووسائل النقل التي تعمل بالطاقة البشرية".

وعلى الرغم من غياب إجماع على التاريخ الفعلي لاختراع الدراجة، إلا أن كارل فرايهر فون درايس قد نال في عام 1818 امتيازاً دوقياً لمدة عشر سنوات على ابتكاره المسمى "Laufmaschine" (آلة الجري أو الدراجة المتوازنة، والتي تسمى أحياناً "hobby horse" باللغة الإنكليزية)، وهذا الامتياز أقرب ما يكون إلى البراءة التي نعرفها اليوم. ويُطلق على هذه الدراجات اليوم اسم الدراجات المتوازنة، وربما سبق لك أن رأيت أطفالاً صغاراً يركبون شيئاً من هذا القبيل.

وأصبحت آلة الجري هذه ما سُمّي بالدراجة الهوائية، التي حصلت على براءة في عام 1866، تلتها لاحقاً الدراجات الثنائية، وتواصل تطورها لتصير كما نعرفها اليوم: دراجات تعمل بالطاقة البشرية أو الكهربائية، مزودة بأجهزة تحكم حاسوبية والعديد من ميزات السلامة وذات تصميمات أكثر حداثة.

وعلى الرغم من أن التصميم الأساسي للدراجة لم يتغير منذ اختراعها، إلا أنها صارت أكثر أماناً وراحةً للراكب، وقابلة للتكيف لحمل البضائع (أو الأطفال)، وتشتغل بالطاقة الكهربائية.

وسيُواصل البشر ركوب الدراجات مستقبلاً، ولكنها قد تتخذ أشكالاً مختلفة تماماً عما هي عليه اليوم.