الإنفاق العالمي على البرمجيات يقفز إلى ما يقرب من 700 مليار دولار أمريكي في عام 2024، أي بزيادة 50% عن عام 2020؛ والولايات المتحدة توسع صدارتها
2 يونيو 2025
في عام 2024، بلغ الإنفاق العالمي على البرمجيات 675 مليار دولار أمريكي، أي بزيادة تقارب 50% من حيث القيمة الاسمية مقارنة بمستوى عام 2020 الذي بلغ 454 مليار دولار أمريكي. وتعكس هذه الأرقام - غير المعدلة لمراعاة التضخم - دفعة كبيرة بعد الجائحة للاستثمار في البرمجيات المحسنة. وتتماشى هذه الطفرة مع ارتفاع التجارة الإلكترونية ونضوج تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذه القفزة ليست مجرد ارتفاع لمرة واحدة، فهي تمثل "الوضع الطبيعي الجديد" الدائم في الاقتصاد الرقمي: إذ ظلّت النفقات السنوية على البرمجيات مرتفعة ومن المتوقع أن تحوم عند هذا المستوى.
وتحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بصدارة ثابتة في الاستثمار في البرمجيات - وهذه الصدارة آخذة في التوسع. وقد أنفقت الولايات المتحدة 368.5 مليار دولار أمريكي على البرمجيات في عام 2024، أي أكثر من نصف الإجمالي العالمي وحوالي ستة أضعاف ثاني أكبر منفق.
وبحسب تقارير أبرز الاستثمارات العالمية غير الملموسة الصادرة عن الويبو، فإن البرمجيات هي الآن واحدة من أسرع الاستثمارات غير الملموسة المدعومة بالملكية الفكرية نموًا على مستوى العالم. فالاستثمار يحفز الابتكار التكنولوجي والتنظيمي على حد سواء، ويعزز الإنتاجية والقدرة التنافسية، لا سيما في قطاع الخدمات وعلى مستوى الاقتصاد على نطاق أوسع، وذلك في الغالب من خلال تحسين كفاءة العمليات وجودة اتخاذ القرار.
وتسلط هذه المدونة الضوء على رؤى رئيسية من أحدث البيانات (بلإذن من مؤشر الابتكار العالمي 2025 للويبو ومؤسسة S&P Global Market Intelligence) بشأن كيفية تطور اتجاهات الإنفاق على البرمجيات بعد الجائحة. ويختتم التقرير بعرض نظرة مستقبلية عن كيفية اعتماد الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي على البرمجيات: فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي قدرات تنبؤية وتوليدية، فإن البرمجيات تتيح نشرها وإدارتها وتوسيع نطاقها.
الشكل 1: الاتجاه العالمي في الإنفاق العالمي على البرمجيات، بمليارات الدولارات الأمريكية، الفعلي والمتوقع، 2019-2027
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو.
الطفرة التي أعقبت الجائحة تعزز ارتفاعًا جديدًا في الإنفاق على البرمجيات
أدت فترة الجائحة إلى طفرة غير مسبوقة في الإنفاق على البرمجيات، مما أدى إلى ارتفاع الاستثمار العالمي إلى مسار جديد أعلى. وفي عام 2021، قفز الإنفاق على البرمجيات في جميع أنحاء العالم بنسبة 33% على أساس سنوي - وهو معدل نمو استثنائي وضع خط أساس جديد. وبدل العودة إلى اتجاهات ما قبل الجائحة، استقر الاستثمار السنوي في البرمجيات حول أعلى مستوى له بعد عام 2021. وبحلول عام 2024، وصل حجم السوق إلى 675 مليار دولار أمريكي، وتشير التوقعات إلى أن الإنفاق العالمي على البرمجيات سيصل إلى ما يقرب من 679 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، مدفوعاً بزيادة رقمنة المؤسسات والتكامل المستمر للذكاء الاصطناعي والتوسع المستمر في البنية التحتية السحابية.
الإنفاق على البرمجيات
- وقد استقر الاستثمار العالمي في البرمجيات عند مستوى أعلى بكثير بعد ارتفاعه بنسبة 50% تقريباً خلال الجائحة.
- وفي عام 2024، ظلّت الولايات المتحدة أكبر مستثمر في العالم في مجال البرمجيات، حيث خصصت 368.52 مليار دولار - وهو ما يمثل أكثر من نصف الإنفاق العالمي.
- وقد برزت الاقتصادات ذات الدخل المتوسط، بما في ذلك إيران والأرجنتين وإندونيسيا، باعتبارها من أسرع الأسواق نمواً في الإنفاق على البرمجيات.
- ومن بين أكبر 20 اقتصادًا، تُظهر أنماط الاستثمار في البرمجيات اتساقًا ملحوظًا، مما يشير إلى التزامات مستقرة ومستمرة بالتحول الرقمي.
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو. الإنفاق على البرمجيات 2025 لفانيسا بيرنز.
الولايات المتحدة توسع ريادتها في الاستثمار العالمي في البرمجيات
في عام 2024، وصل الإنفاق على البرمجيات في الولايات المتحدة إلى 368.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل أكثر من 54% من الإنفاق العالمي. وهذا الرقم أعلى بستة أضعاف تقريبًا من ثاني أكبر المنفقين، الصين، وحوالي 16 ضعفًا من ألمانيا التي احتلت المرتبة الثالثة.
كما أن حجم استثمارات الولايات المتحدة يفوق حجم استثمارات الاتحاد الأوروبي بأكمله. وأنفق الاتحاد الأوروبي مجتمِعًا 117 مليار دولار أمريكي في عام 2024 - أي أقل من ثلث إجمالي ما أنفقته الولايات المتحدة. في الواقع، تنفق الولايات المتحدة أكثر من ضعف ما ينفقه الاتحاد الأوروبي والصين مجتمعين على البرمجيات.
وبين عامي 2019 و 2024، احتلت الولايات المتحدة أيضًا المرتبة السابعة عالميًا في نمو الإنفاق على البرمجيات (انظر (ي) الشكل 5).
الشكل 2: إنفاق كبرى الاقتصادات على البرمجيات، بمليارات الدولارات الأمريكية، 2024
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو.
الشكل 3: إنفاق كبرى الاقتصادات على البرمجيات، بمليارات الدولارات الأمريكية، الفعلي والمتوقع، 2019-2025
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو.
استحوذت البلدان الخمسة الأولى على 73% من الاستثمارات العالمية في مجال البرمجيات في عام 2024
ومن المرجح أن توسع الولايات المتحدة من نطاق ريادتها في مجال البرمجيات بسبب نظامها الإيكولوجي الفريد من نوعه في مجال الذكاء الاصطناعي-البرمجيات. إذ لا تكتفي شركات مثل OpenAI وجوجل ومايكروسوفت وأمازون وميتا بتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة فحسب، بل تدمجها أيضاً في منصات برمجية واسعة. وتمتلك الولايات المتحدة أيضاً الموارد اللازمة لتوسيع نطاق الابتكارات مثل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الأصلي، والذكاء الاصطناعي التلقائي والذكاء الاصطناعي القابل للتفسير. وتظل الصين ثاني أكبر مستثمر في مجال البرمجيات على مستوى العالم، حيث وصلت نفقاتها في هذا المجال إلى 61.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024. وتمتلك الصين سوقًا داخلية ضخمة للتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي - من التكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية إلى المدن الذكية وتكنولوجيا المراقبة. وتتمتع شركات مثل بايدو وعلي بابا وتينسنت وهواوي بقدرات قوية في بناء برمجيات متكاملة للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وعلى الصعيد العالمي، حققت الصناعة إيرادات وصلت إلى 22.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024. وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الرابعة في الاستثمار العالمي في البرمجيات بقيمة 20.3 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وتقود أوروبا في تطوير الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2024، استثمرت فرنسا 19.3 مليار دولار أمريكي في مجال البرمجيات، مما يؤكد طموحها في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد عززت مراكز الابتكار مثل Station F، إلى جانب مبادرات مثل La Mission French Tech، نظاماً إيكولوجياً نابضاً بالحياة للشركات الناشئة، بما في ذلك شركات الذكاء الاصطناعي البارزة مثل Mistral AI وHugging Face.
ولم يشهد سوى عدد قليل من البلدان تغيرات ملحوظة في تصنيفها خلال هذه الفترة. فقد أحرزت إندونيسيا، على سبيل المثال، تقدماً كبيراً، حيث تقدمت ثلاث مراتب من المرتبة 15 إلى المرتبة 12. والوافد الجديد على قائمة العشرين الأوائل هي أيرلندا، التي دخلت التصنيف لأول مرة في عام 2023، وحصلت على المركز العشرين من حيث القيمة المطلقة.
الشكل 4: أكبر 20 اقتصاداً من حيث الإنفاق على البرمجيات، بالدولار الأمريكي، 2020-2024
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو.
الاقتصادات ذات الدخل المتوسط تقود أسرع نمو في الإنفاق على البرمجيات
على مدار الفترة 2019-2024، كانت أسرع معدلات النمو المركّب في الاستثمار في البرمجيات هي في الغالب في الأسواق النامية والناشئة. واثنا عشر سوقًا من بين أسرع 20 سوقًا نموًا للبرمجيات هي اقتصادات متوسطة الدخل في جميع مناطق العالم، مما يشير إلى أن العديد من البلدان النامية تحقق قفزات كبيرة في بناء قدراتها في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.
وتبرز إيران (جمهورية - الإسلامية) بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ حوالي 17% وهو الأعلى عالميًا. تليها الأرجنتين وإندونيسيا والسنغال والهند والكاميرون - وجميعها تسجل نموًا قويًا من رقمين. وقد عززت الأرجنتين دورها في مجال الاستعانة بمصادر خارجية للبرمجيات ومواهب المطورين مع تطبيقات محلية في مجال التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الزراعية، في حين استثمرت إندونيسيا بشكل كبير في برمجيات الحكومة الإلكترونية والتكنولوجيا الصحية والذكاء الاصطناعي للخدمات اللوجستية والترجمة اللغوية.
الشكل 5: أسرع 10 اقتصادات نموًا من حيث معدل النمو السنوي المركّب للإنفاق على البرمجيات (%)، 2019-2024
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو.
تتغير تصنيفات الإنفاق على البرمجيات عند تعديلها حسب الحجم الاقتصادي
عند مقارنة الإنفاق على البرمجيات بالقيمة المطلقة بالإنفاق مقيساً بالناتج المحلي الإجمالي (المؤشر 3.2.6 في مؤشر الابتكار العالمي)، تتصدر الولايات المتحدة مرة أخرى التصنيفات تليها إسبانيا وأيرلندا والسويد وإيران. والولايات المتحدة هي الاقتصاد الوحيد الذي ينفق أكثر من 1% من ناتجه المحلي الإجمالي على البرمجيات. ومن اللافت للنظر الأداء القوي لإسبانيا وأيرلندا وكذلك السويد وإيران والدنمارك في هذا المقياس المعدل بحسب الناتج المحلي الإجمالي للبرمجيات.
الجدول 1: أكبر الاقتصادات من حيث الإنفاق على البرمجيات، بمليارات الدولارات الأمريكية (يسار) ومقيسة كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي (يمين)، 2024
المصدر: المؤلفون استنادا إلى قاعدة بيانات S&P Global Market Intelligence ومؤشر الابتكار العالمي للويبو.
التوقعات: الذكاء الاصطناعي يغذي الاستثمار المستدام في البرمجيات
إن الارتفاع العالمي في الاستثمار في البرمجيات لا يعكس تسارع التحول الرقمي فحسب، بل يعكس أيضاً تحولاً هيكلياً أعمق: التقارب بين هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي هو الوقود، والبرمجيات هي المركبة.
سيكون الزخم العالمي للإنفاق على البرمجيات الذي سيبلغ حوالي 700 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027 مدفوعاً بالتبني المستمر من قبل الشركات لأدوات الذكاء الاصطناعي الأصلية، والاستثمارات المستمرة في البنية التحتية السحابية، والأهمية المتزايدة لأنظمة البرمجيات الذكية القابلة للتطوير في مختلف القطاعات.
وتعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي بالفعل على بنية برمجية متعددة الطبقات:
- البنية التحتية للبيانات لاستيعاب البيانات وتبويبها؛
- وبيئات تدريب النماذج مثل TensorFlow و PyTorch؛
- وبيئات النشر مثل خطوط CI/CD باستخدام Docker وKubernetes، للتشغيل الآني القابل للتطوير.
وبالنظر إلى المستقبل، سيكون دور البرمجيات في الذكاء الاصطناعي هو:
- أن تصبح البرامج أكثر استقلالية وتكتشف الأخطاء وتصلح نفسها بنفسها،
- وأن تسرّع أدوات توليد التعليمات البرمجية أو حتى تحل محل التطوير اليدوي.
وبفضل تطوير البرمجيات الخلفية، سيتيح ظهور منصات بناء الذكاء الاصطناعي بدون ترميز للمستخدمين غير التقنيين إنشاء تدفقات عمل ذكية.
معلومات أساسية
يشمل مؤشر الابتكار العالمي ركيزة تتعلق بمخرجات المعرفة والتكنولوجيا، تضم مؤشرات مثل إجمالي الإنفاق على برمجيات الحاسوب كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي (المؤشر 3.2.6 في مؤشر الابتكار العالمي). وتتعاون الويبو مع شركة S&P Global Market Intelligence، وهي شركة رائدة في مجال توفير الرؤى والبيانات والحلول التكنولوجية، لتتبع اتجاهات الاستثمار في البرمجيات والابتكار الرقمي في جميع البلدان. يمكنك الاطلاع على الملفات القطرية الفردية للبلدان في مؤشر الابتكار العالمي 2024، بالنسبة للولايات المتحدة،وجمهورية الصين الشعبية،وألمانيا،والهند وغيرها. وللاطلاع على مزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الصفحة الإلكترونية لمؤشر الابتكار العالمي، وموقع شركة S&P Global Market Intelligence.