التوسيم في مولدوفا: مصممو أزياء محليون ومشهورون يستخدمون الملكية الفكرية للنفاذ إلى السوق العالمية
Fri Apr 15 13:58:04 CEST 2016
بقلم يونا آشر
لندن وميلانو ونيويورك وباريس: كلها عواصم تجتمع فيها نخبة عالم الأزياء للاطلاع على أحدث التوجهات في مجال صناعة الأزياء. ولكن بعيداً عن أضواء المنصات وفي جمهورية مولدوفا تحديداً، شرع المصممون المحليون في استخدام الملكية الفكرية لاستقطاب الطلب العالمي على الأزياء.
وتزخر جمهورية مولدوفا بتاريخ طويل في صناعة المنسوجات والملابس والأحذية والمدبوغات. ولعلها من أبرز مراكز صناعة الأزياء بفضل قوتها العاملة الماهرة، وموقعها المتميز بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، فضلاً عن انضمامها إلى اتفاقات تجارة حرة كبرى. ووفقاً لمنشور "استثمر في مولدوفا"، تنعم مولودوفا بأسعار جذابة، ومنتجات عالية الجودة، ومهل إنتاج قصيرة، وصلة وثيقة بالقوى العاملة فيها التي نهضت بهذا البلد بوصفه مركزاً دولياً لتجارة المنسوجات.
ومع ذلك، فلا تزال أكثر من 90% من الشركات المولدوفية العاملة في قطاع الأزياء تصدر منتجات بموجب عقود "تصنيع باسم الغير" أي أنها تصدر منتجات تباع في الخارج باسم شركات أجنبية وفقاً للسياسات الإقليمية في أوروبا. ويؤدي هذا الفرق بين مبيعات المنتجات المحلية ومنتجات المصنعة باسم شركات أجنبية إلى خفض الأرباح المحتملة للشعب المولدوفي.
وسعياً إلى معالجة هذا الوضع، أطلقت الجهات العاملة في هذا القطاع بالتعاون مع حكومة مولدوفا، وبدعم من وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، علامة تجارية جامعة في عام 2012 لمساعدة الشركات العاملة في قطاع الأزياء على تسويق منتجاتها في السوق الداخلية والخارجية على حد سواء. وسميت العلامة التجارية "Din Inimă – Brandurie de Moldova" (من صميم القلب – العلامات المولدوفية).
وأفادت السيدة ديانا ستيسي، رئيسة إدارة الشؤون القانونية في وكالة الدولة المعنية بالملكية الفكرية في جمهورية مولدوفا، خلال لقاء لها بأن "العلامة التجارية القوية تعود بالعديد من الفوائد غير الملموسة على المنتجات منها زيادة قيمتها. وتبذل الوكالة قصارى جهدها لتثقيف أصحاب الأعمال في مولدوفا بشأن أهمية حماية اختراعاتهم".
وقالت السيدة ستيسي إن "الملكية الفكرية تساعد العلامات التجارية على تمييز السلع والخدمات عن غيرها في الأسواق، وتسهم حقوق الملكية الفكرية المسجلة في إبراز صورة الشركة وتعزيز أصولها".
ووفقاً لوكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، تهدف العلامة التجارية الجامعة "من صميم القلب" إلى زيادة قيمة منتجات الأزياء في مولدوفا عن طريق تعزيز قدرة المنتجين على التنافس، وتوفير تدريب على الاستخدام الفعال للملكية الفكرية، ووضع برامج ترويجية موجهة نحو المستهلكين، وتحسين نظرة المستهلك إلى العلامات المحلية ومعرفته بها.
وأضافت السيدة ستيسي أن "العلامات تمنح أصحابها مزايا تنافسية كبرى. فيجب على الشركات المولدوفية أن تدرك أهمية استحداث العلامات القوية لتقليص المخاطر وتحقيق المزيد من الأرباح". وعُرضت دراسة إفرادية بشأن برنامج مولدوفا خلال مؤتمر الويبو الدولي بشأن الملكية الفكرية والتنمية الذي عُقد في مقر الويبو بجنيف في يومَي 7 و8 أبريل 2016.
ووفقاً لوكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، أسهم برنامج "من صميم القلب – العلامات المولدوفية" إسهاماً كبيراً ومستداماً في قطاع الأزياء بمولدوفا خلال فترة قصيرة. إذ أُطلقت نحو 70 علامة أزياء، أي ما يعادل 20% من مجموع العلامات في هذا القطاع، بحلول نهاية عام 2015، وتدير مقاولات غالبية هذه العلامات. وفي عام 2012، تعاونت 60 شركة من شركات الأزياء لافتتاح متجر لبيع منتجات علامة "من صميم القلب" حصراً، وتوسع هذا المتجر في كيشيناو العاصمة حتى انتشر في مناطق أخرى.
ووفقاً لإحصاءات حكومية، سجلت أكثر من أربعين شركة مشاركة في برنامج "من صميم القلب" ما لا يقل عن علامة تجارية وطنية بحيث بلغ مجموع العلامات التجارية المسجلة نحو 150 علامة. ولجأت سبع شركات منها إلى نظام مدريد، الذي تديره الويبو، في التسجيل الدولي للعلامات. وتشمل هذه الشركات شركة Zorile التي سجلت علامَتي GAMP وSNOLKY.
ووفقاً لإحصاءات حكومية، سجلت العلامات المدرجة في علامة "من صميم القلب" الجامعة زيادة في المبيعات نسبتها 34% خلال الفترة الممتدة من عام 2012 إلى عام 2015. وخلال هذه الفترة، أدرت المبيعات الجديدة ما مجموعه 7.4 مليون دولار أمريكي من السوق الداخلية أي بزيادة قدرها 34%؛ وانخفضت نسبة المنتجات "المصنعة باسم الغير" في هذا القطاع بنسبة 15% منذ عام 2004 وفقاً لدراسة أجرتها شركة كيمونيكس في عام 2015.
ويرى بعض أصحاب الأعمال أن هذه التغييرات فردية. إذ قالت سيلفيا لازو، أحد مؤسسي علامة Bombonici، إن "علامتنا التجارية تجسد تفانينا من أجل عملائنا وإيماننا بأنهم أصدقاء قبل أن يكونوا عملاء".