كيف تساهم جمعية السدو في إدراج الملكية الفكرية على ترويج المنسوجات التقليدية في الكويت

بقلمبيبي دعيج الصباح،رئيسة مجلس إدارة جمعية السدو، القبلة، الكويت

21 فبراير 2025

مشترك

السدو هو شكل من أشكال نسج الصوف الذي يُمارس في الكويت وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، ويجسد التقاليد الثقافية والمهارة الفنية. تشرح بيبي دعيج الصباح، رئيسة مجلس إدارة جمعية السدو كيف تقوم المجموعة بالترويج للحرفة لضمان ازدهارها للأجيال القادمة.

باختصار

  • إن تقاليد حياكة السدو متجذرة في ماضي البدو وثقافتهم.

  • وقد أُدرج نسج السدو في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

  • واليوم، تستخدم جمعية السدو الملكية الفكرية لبث روح جديدة في الحرفة.

تُعد حرفة السدو من أقدم وأبرز الحرف التقليدية في الكويت وشبه الجزيرة العربية، فلطالما كان نسج السدو جزءاً لا يتجزأ من حياة البدو الرحل منذ آلاف السنين. فهو ليس مجرد شكل فني تعبيري يُظهر البراعة اليدوية للنساء اللاتي يمارسنه فحسب، بل هو أيضًا رمز للهوية الثقافية الكويتية.

والاعتراف العالمي مهم للحفاظ على السدو وتطويره. فهو يفتح فرصاً للعمل مع مصممين عالميين والحصول على التمويل والموارد، مما يضمن في نهاية المطاف استدامة الحرفة ونموها في عالم يزداد ترابطاً.

في عام 2020، أُدرج نسيج السدو التقليدي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). بعد ذلك بعامين، مُنحت جمعية السدوصفة مراقبمؤقت لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو).

الجمعية هي جمعية تعاونية غير ربحية مكرسة للحفاظ على فنون النسيج التقليدية في الكويت والمهارات المرتبطة بها والترويج لها، ومكانتها كرمز للهوية الثقافية الكويتية. وفي عام 2022، كنا فخورين بأن نكون أول منظمة غير حكومية في الكويت (والثانية فقط في دول مجلس التعاون الخليجي) يتم اعتمادها لتقديم الخدمات الاستشارية للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو.

ar - al-sadu-insij-students-setting-up-their-looms-71417
جمعية السدو
طلاب إنسيج يركبون أنوالهم.

وتهدف الجمعية، من خلال تسخير إمكانات نسج السدو، إلى إلهام أشكال معاصرة من التصميم والإبداع تحفز بدورها التنمية الثقافية والاقتصادية. وحسب التقاليد، تتعلم النساء هذه الحرفة منذ سن مبكرة من خلال مساعدة أمهاتهن في غزل الصوف وصبغه ونسجه. وتُصنع قطع السدو في المقام الأول للعائلة لتأثيث خيامها.

وتدعم الجمعية إنتاج منسوجات السدو التقليدية. وتشجع النساجين على إنتاج منسوجات معاصرة تجذب المستهلكين العصريين. وتشمل هذه المنتجات المعلقات الحائطية ومفارش الطاولات والوسائد وأغطية الأثاث، بالإضافة إلى مجموعة من المنتجات اليومية مثل مجلدات المستندات وعلامات الكتب والحقائب والأحذية والملابس.

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من النساجين الخبراء في الكويت هم الآن في الثمانينات من العمر، وتعمل الجمعية معهم لتوثيق معارفهم ومهاراتهم القيمة. وستلهم هذه الذخيرة الغنية النساجين الجدد وحرفيي النسيج لأجيال قادمة.

حماية حرفة السدو بالملكية الفكرية

علامة السدو الجماعية

في عام 2022، أضافت الجمعية علامة جماعية للسدو إلى محفظتها المتنامية من أصول الملكية الفكرية. وتحافظ العلامة على التقنيات والصفات والمواد الأصلية لحياكة السدو التقليدية. وهذه العلامة والمبادئ التوجيهية لاستخدامها ستساعد الأجيال الجديدة من النساجين على الالتزام بالأساليب والألوان والأنماط التقليدية للحرفة.

ستحمي العلامة الجماعية أعمال الجيل الجديد من نساجي السدو وتساعدهم على عرضها في المسابقات والمعارض الحرفية الدولية كحرفة محلية رسمية في الكويت.

استخدام العلامة الجماعية في الشراكات

في يونيو 2022، وسّعت الجمعية أنشطتها واستخدمت العلامة الجماعية بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتدريب لاجئات في مصر على تقنيات حياكة السدو.

وإضافة إلى تزويد هؤلاء النساء بفرص لكسب لقمة العيش، وتعزيز تمكينهن الاقتصادي واندماجهن في المجتمع، سعى البرنامج أيضًا إلى زيادة حماية الحرفة والمعارف المتصلة ب����ا من خلال احترام حقوق الملكية الفكرية للجمعية، وتعزيز التنمية المستدامة. يمكن للنساء إنتاج سلع للجمعية والعمل بتكليف من MADE51 شريك المفوضية.

كيف تستخدم جمعية السدو حق المؤلف في عملها

تقوم الجمعية ببحث وتوثيق المعارف والخبرة والتقنيات المتعلقة بالحرفة ونشرت عدداً من المنشورات بشأن هذا الموضوع. وتشملالسدو: تقنيات الحياكة البدوية،بقلم آن رونا كرايتون (1989)،من الصحراء إلى المدينة: النسيج التقليدي في الكويتبقلم جون جيلو (2009)،وتقاليد الكويت: التعبيرات الإبداعية لثقافة(2001)وإبجاد: فواصل الخيام المزخرفة ونسيج الخيام في صحراء الكويت(2006، بقلم ألطاف الصباح.

ومن خلال نشر هذه الأعمال، تحافظ الجمعية على الحرفة وعلى تراث الكويت الغني في مجال النسيج للأجيال القادمة.

ar - al-sadu-publications-71417
جمعية السدو
مجموعة من منشورات جمعية السدو التي توثق ثراء هذا الفن.

افتُتح شارع السدو في مدينة الكويت في عام 2023، ويحتوي على 190,000 طوبة ملونة، وقد بُني شارع السدو في مدينة الكويت لتكريم حرفة السدو. يستلهم رسم الشارع الذي يجمع بين التقاليد والتصاميم المعاصرة من زخارف السدو النابضة بالحياة، وتحديداً ”نقشة الشجرة“ الشهيرة. والتصميم المميز للشارع مسجل لدى مكتبة الكويت الوطنية ومحمي بموجب حق المؤلف.

ar - al-sadu-street-71417
جمعية السدو
شارع السدو مع برج التحرير في الأفق.

وفي إطار برنامج ”إنسج“، تقدم الجمعية دورات تدريبية للمهتمين بتعلم طرق نسج السدو التقليدية. والهدف منها هو نقل المعارف الخاصة بالحرفة والمهارات ذات الصلة إلى الأجيال القادمة. وتساعد حلقات العمل والتوجيه العملي فناني النسيج الكويتيين الجدد ونساجي السدو على صقل مهاراتهم.

وصمم البرنامج المكون من خمسة مستويات على أساس الخبرة والتقنيات والمعرفة العميقة التي يتمتع بها نساجو السدو المحترفون. وإضافة إلى البرنامج نفسه، فإن أدلة الجمعية التعليمية ومحتواها ومناهجها محمية بموجب حق المؤلف. ويشمل ذلك الرسوم البيانية والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو عن تقنيات النسيج التقليدية. تم ترخيص دورة ”إنسج“ وتصديرها إلى عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المبادرات التعليمية

تقدم الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في الكويت دورة تدريبية في فن النسيج. ومنذ عام 2018، أصبحت هذه الدورة جزءًا من منهج إدارة التربية الفنية. وتقدّم دورات مكثفة مجانية في إطار برنامج ”تدريب المدربين“ التابع للإدارة المذكورة في كل منطقة من المناطق التعليمية السبع في البلاد. وقد طورت الجمعية المناهج والمواد التعليمية، بما في ذلك مقاطع الفيديو التدريبية.

ومن خلال هذه الدورات، جرت مشاركة خبرات السدو في مجال النسيج مع المدارس الحكومية، مما أثرى تعليم التلاميذ في جميع أنحاء الكويت.

وكل المناهج والوسائط التي صيغت لهذا الجهد المشترك محمية بحق المؤلف. وفي عام 2022، أدرجت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي برنامج ”تدريب المدربين على فن الحياكة“ في سجلها للممارسات الجيدة في مجال الصون.

ar - al-sadu-house-art-teachers-from-ministry-education-71417
جمعية السدو
مدرسو الفنون من وزارة التربية والتعليم في بيت السدو يتدربون على الأنماط المعقدة لحياكة السدو التقليدية.

الآفاق المستقبلية

حازت الجمعية على اعتراف دولي بعملها، مما أدى إلى إحياء الاهتمام بالحرفة وتوفير منصة لنقلها إلى الأجيال القادمة.

وتتمثل مهمة الجمعية في الاحتفاء بتراث الكويت في مجال النسيج وتعزيز الهوية الثقافية، ويظل نسيج السدو شاهداً على رسوخ التقاليد في عالم دائم التغير.