
[كما ألقي]
سعادة السفير ألفريدو سويسكوم، رئيس الجمعية العامة للويبو،
أصحاب السعادة، معالي الوزراء،
حضرات رؤساء مكاتب للملكية الفكرية،
الزملاء الأعزاء، الأصدقاء الأعزاء،
صباح الخير ومرحباً بكم في سلسلة الاجتماعات السادسة والستين من اجتماعات جمعيات الدول الأعضاء في الويبو.
ويسعدنا أن نرحب بأكثر من ألف وستمائة من المندوبين - وهو أعلى عدد مشاركين في تاريخنا – ومن بينهم 40 من الوزراء ونواب الوزراء ونحو 100 من رؤساء مكاتب للملكية الفكرية وهذا أيضاً حدث تاريخي. ونحن حقاً في أكبر تجمع دولي لقادة الملكية الفكرية في العالم
ويسعدني أيضاً أن أخبركم أن أسرة الويبو قد زادت فرداً. فمنذ أسبوعين، انضمت ولايات ميكرونيزيا الموحدة إلى اتفاقية الويبو، لتصبح الدولة العضو رقم 194 في الويبو. وأدعوكم إلى الانضمام إليّ في الترحيب بها في الويبو وفي أول جمعية عامة لها بتصفيق حار!
المشهد العالمي
الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
نجتمع في وقت تبدو فيه العواصف التي تضرب عالمنا وكأنها تزداد شدّة وقوّة يوماً بعد يوم. وتتلاقى الصراعات السياسية وعدم اليقين الاقتصادي والتسارع التكنولوجي والتحولات المجتمعية، لتزعزع عالمنا بطريقة لم يسبق لها مثيل.
ولكن في هذه الأوقات المضطربة، أرى أن من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نذكّر أنفسنا بما يجمعنا وما يوحدنا. وما يجمعنا هنا في الويبو هو إيماننا بالروح الإنسانية المتمثلة في التخيل والاختراع والابتكار والإبداع.
وهذه الصفة الفريدة للبشرية هي التي منحتنا النار والعجلة والزراعة والمدن والطب والعلوم والشعر والموسيقى والفنون. وعلى مدار حياتنا، قهرت الأمراض، وأطالت عمر الإنسان، وسخرت أشكالًا جديدة من الطاقة، ومنحتنا سبلًا جديدة لمشاركة قصصنا مع العالم أجمع، وأحدثت ثورة في طريقة عملنا وعيشنا وترفيهنا.
وبصفتنا المجتمع العالمي للملكية الفكرية، فإن مسؤوليتنا الموحدة والمشتركة تجاه البشرية هي رعاية هذه الروح، وتوجيهها إلى ما فيه الخير للجميع.
***
وهذه المهمة الجوهرية المتمثلة في دعم المبتكرين والمبدعين من جميع أنحاء العالم لا توجد في فضاء معزول، بل في سياق عالمي. وبصفتنا الوكالة العالمية للملكية الفكرية والابتكار والإبداع، نمتلك وجهة نظر واسعة وفريدة من نوعها، وأود أن أشارككم ثلاثة اتجاهات تشكّل منظومة الابتكار العالمية في الوقت الحاضر.
أولاً، على الرغم من التحديات والرياح المعاكسة، لا يزال نشاط الابتكار العالمي متيناً. ففي كل دقيقة، يتم إيداع أكثر من 40 طلباً للملكية الفكرية في مكان ما في العالم. فمنذ عام 2018، يودع أكثر من 20 مليون طلب كل عام، وبلغ ذلك الرقم أكثر من 23 مليون طلب في عام 2023. وهذا رقم أعلى بنسبة 150% مما كان عليه في عام 2010.
وتحت هذه الأرقام يختبئ تحوّل أقل وضوحًا ولكنه أعمق، وهو إنشاء القيمة وتخزينها. فمع اضطلاع الشركات والبلدان بالابتكار والإبداع والرقمنة، تتحول القيمة من أصول ملموسة إلى أصول غير ملموسة مثل الملكية الفكرية والبيانات والعلامات التجارية والمعرفة وغيرها. وتشير تقديرات الويبو إلى أن القيمة العالمية للأصول غير الملموسة قد بلغت حوالي 80 تريليون دولار أمريكي في العام الماضي، أي أكثر من حجم أكبر اقتصادات العالم مجتمعة.
وسيواصل هذا الاتجاه النمو - وسنصدر غدًا تقريرًا يُظهر أن الاستثمار في الأصول غير الملموسة ينمو الآن أسرع بأربعة أمثال تقريبًا من الاستثمار في الأصول الملموسة، وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية هذه الاتجاه، إذ بلغت نسبة الاستثمار في الأصول غير الملموسة حوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي.
ثانياً، الابتكار رقميّ أكثر فأكثر.
فثلث البراءات، التي يزيد عددها عن 3 ملايين براءة تسجل كل عام، تتعلق بالتقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء وغيرها، إذ يتدفق الاستثمار في البرمجيات والبيانات بشكل أسرع من أي أصول غير ملموسة أخرى. وتتصدر الولايات المتحدة أيضاً الإنفاق على البرمجيات، وتستحوذ على أكثر من نصف الاستثمار العالمي. لكن المثير للاهتمام هو أن بعض أسرع معدلات النمو تأتي من بلدان متوسطة الدخل مثل الأرجنتين والكاميرون والهند وإندونيسيا وإيران والسنغال.
والابتكار الرقمي لا يقود إلى تحويل الابتكار الصناعي فحسب، بل أيضاً إلى الاقتصاد الإبداعي. إذ تندمج التكنولوجيا مع الإعلام والثقافة والمحتوى بطرق جديدة وديناميكية. وتعدّ صناعة ألعاب الفيديو، التي تبلغ قيمتها الآن 200 مليار دولار أمريكي، مثالاً بارزاً على ذلك. ويستخدم المطورون عوالم رقمية لسرد قصص متجذرة في أساطيرهم وحكاياتهم وثقافاتهم، ولكن يحولونها إلى ألعاب تجذب جماهيراً عالمية. وتُظهر لعبة Black Myth Wukong الصينية، وسلسلة Witcher البولندية، ولعبة Clair Obscur الفرنسية، ولعبة Bahamut السعودية كيف يمتزج الابتكار الرقمي والتعبير الإبداعي والتراث المحلي بطرق جديدة.
ثالثًا، أصبحت محركات الملكية الفكرية والابتكار والإبداع عالمية بشكل متزايد. فاليوم، تأتي سبعة من كل عشرة إيداعات للملكية الفكرية من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وبحسب WIPO Pulse، استطلاعنا العالمي للرأي بشأن الملكية الفكرية، فإن مواقف الجمهور تجاه الملكية الفكرية هي الأكثر إيجابية في هذه المناطق أيضاً. وفي مجال الاقتصاد الإبداعي، ارتفعت عائدات الموسيقى العالمية بشكل أسرع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية العام الماضي.
ولم تعد البلدان من جميع الأحجام، وفي جميع مراحل التنمية، ترى الابتكار والإبداع والملكية الفكرية كشواغل هامشية أو تقنية، بل أصبحت تنظر إليها كعوامل محورية للتنمية والنمو والازدهار. ونرحب هذا العام بعدد من الوزراء أكبر من أي وقت مضى في جمعيات الويبو، وكثير منهم من البلدان النامية، مما يدل على الاهتمام السياسي المتزايد من جميع البلدان بعملنا. وفي زياراتي الرسمية في الخارج، أصبح من الشائع أكثر فأكثر أن ألتقي برؤساء الدول الذين يتحدثون عن الملكية الفكرية لا كحقوق قانونية فقط، بل أيضاً كأصول تجارية ومالية، وكمحرك أفقي للوظائف والاستثمارات ونمو الأعمال والتنمية الاقتصادية.
وعلى هذه الخلفية، فقد تحول عمل الويبو أيضًا. لقد تطوّرنا لجعل الملكية الفكرية لا تقتصر على التسجيل والحماية فقط، بل تصل أيضًا إلى التسويق والاستخدام التجاري. وقد عملنا على نقل الملكية الفكرية إلى القواعد الشعبية، من خلال نقل برامجنا إلى أولئك الذين يبتكرون ويبدعون على أرض الواقع، سواء في المدن أو في المناطق الريفية. لقد وضعنا طاقاتنا في خدمة أولئك الذين لا يحصلون على خدمات كافية، مثل النساء والشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، إلى جانب أصحاب المصلحة التقليديين. وقد ركّزنا على أن يكون عملنا ملموساً ومؤثراً، وأن نقدّم نتائج واضحة للمجتمعات والأشخاص على أرض الواقع، عوضاً من مجرد كلمات جميلة على الورق.
وإن كانت الصورة تغني عن ألف كلمة، أعتقد أن الفيديو يمكن أن ينقل مليون انطباع. لذا أود الآن أن أشارككم مقطع فيديو قصير يعرض بعضًا من عملنا في جميع أنحاء العالم لإدخال الملكية الفكرية في حياة المواطنين العاديين.
وقد تمكّنا بفضل دعمكم من إدراج الملكية الفكرية في حياة هؤلاء الأشخاص وتغيير حياتهم بطرق تسمح لهم بتحقيق آمالهم وتطلعاتهم. أشكركم على شراكتكم في المساعدة على جعل رؤيتنا الجماعية ملموسة.
وفي تقريري التالي إليكم عن عملنا على مدار العام الماضي, سأتّبع الركائز الأربع وأساس خطة الويبو الاستراتيجية المتوسطة الأجل.
الركيزة 1
تتمحور الركيزة 1 حول جعل الملكية الفكرية مفهومة ووجيهة ومرئية - أي إزالة الغموض عنها، كي لا تكون حكراً على الخبراء فقط، بل للجميع.
ولا يزال هذا العمل المبهج صلة الوصل بيننا وبين المبتكرين والمبدعين الملهمين حول العالم ومن الأمثلة على ذلك إيزابيلا سبرينغمول - مصممة أزياء من غواتيمالا، وأول مصممة مصابة بمتلازمة داون تشارك في أسبوع الموضة في لندن.
وخلال زيارتي لغواتيمالا، التقيت إيزابيلا في ورشة عملها، حيث تمزج الأقمشة التقليدية والحرف اليدوية مع الأزياء الحديثة. كانت قصتها أكثر فيديوهاتنا مشاهدة هذا العام.
وقصة إيزابيلا هي واحدة من مكتبة متنامية تضم أكثر من 250 مقطع فيديو، مصممة لمختلف قنوات ومنصات التواصل الاجتماعي. وهذا تحول هائل عن السابق، حينما كانت اتصالاتنا تركز بشكل أساسي على زملائنا من خبراء الملكية الفكرية.
ونتيجة لهذا التحوّل، أصبح لدينا الآن ما يقرب من 600,000 متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إنستغرام وتيك توك. وهما أسرع منصاتنا نموًا، وأساسية لتواصلنا مع الشباب.
كان اليوم العالمي للملكية الفكرية هذا العام حدثاً بارزاً آخر. فقد استقطبت حملتنا بشأن الملكية الفكرية والموسيقى، 30 مليون زيارة و60 ألف رد فعل وتعليق, واحتفل معنا أكثر من 240 بلداً وإقليماً بالملكية الفكرية والموسيقى.
ونخطط للحفاظ على هذا المستوى من الطاقة بفضل موضوع آخر يوحدنا ويثير حماستنا جميعًا.
ففي عام 2026، الذي سيشهد الألعاب الأولمبية الشتوية في إيطاليا، وكأس العالم في أمريكا الشمالية، وأول دورة أولمبية للشباب في أفريقيا - في السنغال - يسرني أن أعلن أن موضوع العام المقبل لليوم العالمي للملكية الفكرية سيكون عن الملكية الفكرية والرياضة. وندعوكم للاحتفال معنا.
الركيزة 2
تدور الركيزة الثانية حول دور الويبو بوصفها المنتدى العالمي لوضع المعايير في مجال الملكية الفكرية ومناقشة قضاياها وتشكيل مستقبلها.
وقد كان عام 2024 عاماً تاريخياً، تميز بإبرام معاهدتين جديدتين - معاهدة الويبو بشأن الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المرتبطة بهافي مايو، ومعاهدة الرياض لقانون التصاميم في نوفمبر. وإنني فخور كل الفخر بأن هاتين المعاهدتين قد أبرمتا بتوافق الآراء، وهو أمر أصبح نادراً جداً في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها المفاوضات المتعددة الأطراف.
ونشكر الدول الأعضاء على روح البناء والتعاون والبراغماتية التي تحلت بها والتي سمحت بتحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق، والذي أرسل إشارة إلى أنه على الرغم من صعوبة المفاوضات المتعددة الأطراف، فإن عبور خط النهاية معاً ليس مستحيلا هنا في الويبو.
ولكن دور الويبو يتجاوز المفاوضات الرسمية بشأن المعاهدات. فالكثير من عملنا يتمحور أيضاً حول حوارات ومنتديات غير رسمية نعمل فيها كجهة محايدة ومهنية وشاملة لمختلف المجموعات والمجتمعات.
وتشمل هذه الحوارات مناقشات عن قضايا متخصصة مثل تمويل الملكية الفكرية والبراءات الأساسية المعيارية وتحليلات البراءات. وثمة مواضيع أخرى أكثر شمولية، مثل ندوة الملكية الفكرية والمرأة، وندوة "WIPO WILD"، وهي حوارنا العالمي الجديد لقادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من مكاتب الملكية الفكرية.
ومن المواضيع التي لا تزال تهيمن على المناقشات موضوع الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي ونحن فخورون بأننا منتدى عالمي حقاً، وبأن أكثر من 14,000 مشارك(ة) من أكثر من 170 بلداً انضموا إلى محادثة الويبو بشأن الملكية الفكرية والتكنولوجيات الحدودية على مدى السنوات الخمس الماضية.
ولتعزيز عملنا في هذا المجال، سنطلق مبادرة جديدة في ديسمبر: تبادل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وستكون هذه المبادرة منتدى لتبادل الأفكار وجمع الشركاء بشأن المعرّفات الرقمية والبيانات الوصفية الأخرى التي تتزايد أهميتها بالنسبة للجميع في الاقتصاد الإبداعي مع تحول المحتوى إلى محتوى رقمي.
ونعمل أيضًا على جمع عالم الملكية الفكرية معًا بشكل استباقي للتفاعل مع المستقبل بطريقة أكثر تنظيمًا وقد أصدرنا الأسبوع الماضي تقرير "باثفايندرز" (Pathfinders) الذي يبحث في مستقبل الملكية الفكرية بعد عشر سنوات من الآن.
وهذا تمرين بالغ الأهمية لأن مكاتب الملكية الفكرية تعمل بشكل كبير، وليس لديها الكثير من الوقت للتفكير في المستقبل البعيد. وأدرك ذلك شخصيًا بصفتي شخصًا كان يدير مكتبًا وطنيًا للملكية الفكرية. وهذا في الواقع وضع محفوف بالمخاطر في مشهد الابتكار السريع التغير. وسنساعد مكاتب الملكية الفكرية على تكوين كفاءات الاستشراف وإنشاء مجتمع عالمي للممارسة الاستشرافية لمساعدتنا جميعًا على التفكير على المدى الطويل وتوقع التغيير بشكل أكثر فعالية.
ومع التحول في جغرافية نشاط الملكية الفكرية، نرى المزيد من المبتكرين والمخترعين والمبدعين ورواد الأعمال من البلدان النامية ينضمون إلى صفوف المبتكرين والمخترعين والمبدعين ورواد الأعمال من البلدان المتقدمة. وبالتالي تتقارب مطالب البلدان النامية مع مطالب البلدان المتقدمة.
وأحد المجالات التي يتضح فيها ما سبق هو إنفاذ الملكية الفكرية. ففي الأسابيع الأخيرة، تحدثت في فعاليات بشأن الإنفاذ في أفريقيا وأوروبا وآسيا. والمواضيع التي أثيرت - من القرصنة الرقمية إلى القضاء على التقليد – هي مواضيع مشتركة في جميع هذه البلدان والمناطق، والحديث عن ثمن قرصنة الملكية الفكرية – أي فقدان الوظائف والأرواح في بعض الحالات، وتدمير المبدعين والمخترعين المحليين، يثار أينما ذهبت في العالم.
ولا تزال الويبو ملتزمة التزاما كاملا بمكافحة القرصنة والتقليد. وقد أطلقنا في العام الماضي حملة رقمية جديدة بشأن القرصنة الرياضية. وقد اجتذبت أكثر من 60 مليون مشاهدة. وقمنا بتدريب ما يقرب من 1,500 من مسؤولي إنفاذ القانون والمدعين العامين والقضاة في جميع أنحاء العالم.
وأضيف آلاف من المواقع الإلكترونية المتعدية على حقوق الملكية الفكرية إلى منصة WIPO Alert، وهي منصتنا العالمية التي تحدد المواقع الإلكترونية التي تتعدى على حقوق الملكية الفكرية. ونحن بصدد تطوير أداتين جديدتين: WIPO Alert Pay، التي تستهدف تمويل مواقع القراصنة، وWIPO CRIS، وهو نظام تسجيل جمركي مصمم لتعزيز إنفاذ الملكية الفكرية على الحدود.
ومستقبلاً، سنطلق حواراً جديداً بشأن حماية الملكية الفكرية في التجارة الإلكترونية في وقت لاحق من هذا العام. وسننشئ في العام المقبل منتدى للمدعين العامين المعنيين بالملكية الفكرية - لدعم مجتمع عالمي من المدعين العامين العاملين في مجال جرائم الملكية الفكرية.
وتدعم الشراكات كل هذا العمل، وكيفية تحقيق الأثر. ونعمل على تعميق التعاون داخل منظومة الأمم المتحدة، وهو أمر مهم أكثر من أي وقت مضى في سياق إصلاح الأمم المتحدة ومبادرات الأمم المتحدة الثمانين. ويشمل ذلك عملنا الثلاثي مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية، والتعاون مع مركز التجارة الدولية بشأن رائدات الأعمال وأزياء الشعوب الأصلية، ومع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ فيما يخص كتاب التكنولوجيا الخضراء.
أما خارج الأمم المتحدة، فنعمل مع المنظمات غير الحكومية والشركاء ذوي التفكير المماثل، ويسعدنا الانضمام إلى التعاونية الإقليمية لتصنيع اللقاحات للمساعدة في بناء قدرات تصنيع اللقاحات في البلدان النامية. ونواصل العمل كشركاء أقوياء مع الجمعيات الدولية للملكية الفكرية والابتكار مثل AUTM وINTA وLESI وFICPI وغيرها، وكلها حاضرة هنا اليوم في هذا الصرح، للنهوض بجدول أعمال الملكية الفكرية على الصعيد العالمي.
وكذلك نؤسس وجودًا في المعرض العالمي في أوساكا، اليابان، لجلب الملكية الفكرية إلى ملايين الزوار في المعرض. كل هذه الشراكات توسع من نطاق وصولنا وقدرتنا على تحقيق نتائج مجدية على أرض الواقع وتوسيع نطاق برامجنا.
الركيزة 3
تركز الركيزة 3 على خدمات الملكية الفكرية وبياناتها - غرفة محرك الابتكار العالمي.
لقد كانت الرياح الاقتصادية المعاكسة صعبة لجميع مكاتب الملكية الفكرية وللويبو، ولكن يسعدنا أن نبيّن أن الإيداعات بموجب معاهدات التعاون بشأن البراءات ومدريد ولاهاي قد نمت جميعها في العام الماضي - بنسبة 0.5% و1.2% و6.8% على التوالي. استعمال خدمات مركز الويبو للتحكيم والوساطة بنسبة 25%، وكان معظمه مدفوعًا بزيادة في الوساطة.
Wوتنفرد الويبو من بين وكالات الأمم المتحدة بتقديم هذه الخدمات العالمية للملكية الفكرية إلى العاملين في القطاع الخاص. ومع حل مئات المنازعات المتعلقة بالملكية الفكرية وإيداع مئات الآلاف من أشكال الملكية الفكرية في سجلاتنا من قبل الشركات والمهنيين والمخترعين الأفراد كل عام، فقد بنينا روح خدمة العملاء التي تحاكي روح مكاتب الملكية الفكرية الوطنية.
ويسعدنا أن العديد من الشركات والمخترعين والمبدعين يستعملون خدماتنا بالفعل، ولكننا نسعى لإسعاد عملائنا أكثر وأكثر. ولتحقيق ذلك، أنشأنا فريق عمل للنمو المستقبلي لتعزيز خدمة العملاء وتسويق عروضنا بشكل أفضل. وسيتيح لنا ذلك أن نكون أكثر استراتيجية واستباقية في كيفية دفع عجلة النمو، مع متابعة إصلاحات الأعمال الداخلية لجعل سجلاتنا أكثر كفاءة وأكثر سهولة في الاستخدام.
ومن الأمثلة على ذلك منصة eMadrid , الجديدة، التي لم تبدأ برؤية لتكنولوجيا المعلومات، بل بمشاورات عميقة مع ما يقرب من 1,000 عميل من جميع أنحاء العالم وعلى مستويات مختلفة من الخبرة، مما جعل احتياجاتهم أساس إعادة تصميم النظام.
ومع النمو في الإيداعات العالمية للملكية الفكرية، فإن جزءًا كبيرًا من عمل الويبو يتمثل أيضًا في مساعدة مكاتب الملكية الفكرية في الدول الأعضاء في المنظمة على خدمة عملائها. وتتعرض مكاتب الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم لضغوط هائلة للرقمنة وإدارة تكاليف تكنولوجيا المعلومات والوصول إلى جميع أنحاء بلدانها، وليس فقط المستخدمين الموجودين في العواصم.
ولهذا السبب تساعد الويبو الآن 94 مكتباً من مكاتب الملكية الفكرية على استخدام مجموعتنا من حلول أعمال مكاتب الملكية الفكرية, مجاناً، مع انتقال ربعها تقريباً إلى الخدمات السحابية، بما في ذلك بوتسوانا كأول مكتب للملكية الفكرية في أفريقيا ينتقل إلى السحابة باستخدام برمجياتنا المجانية.
وندفع عجلة التحديث الإقليمي. فقد ساعدنا من خلال سجل الملكية الفكرية لرابطة آسيان في توحيد 10 ملايين تسجيل ملكية فكرية للدول الأعضاء في الرابطة في قاعدة بيانات واحدة قابلة للبحث - وهي قفزة كبيرة من النظام القديم المجزأ، وقد تلقت هذه القاعدة ملايين الزيارات. وبناء على ذلك، نحن الآن بصدد استكشاف العمل مع المنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية على منصة مماثلة.
زملائي وأصدقائي الأعزاء،
إن المعلومات والبيانات والرؤى السليمة هي المفتاح لمساعدتكم كواضعي سياسات وقادة على فهم أداء منظومات الابتكار والإبداع لديكم، وما يجب القيام به لتحسينها.
وهنا تضطلع الويبو بدور فريد واستراتيجي ويستخدم مؤشرنا العالمي للابتكار، الذي يغطي أكثر من 130 اقتصاداً، على نطاق واسع من قبل واضعي السياسات وقادة الفكر والباحثين في أكثر من 90 بلداً. وفي العام الماضي، كان موضوعنا الخاص هو ريادة الأعمال الاجتماعية - الذي أثار شراكات جديدة ومثيرة مع مؤسسة سكول (Skoll Foundation) والمنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة شواب (Schwab Foundation)
وتشمل الركيزة 3 أيضاً عملنا في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والرعاية الصحية. وبعضها جديد، مثل مركز التميز في التصنيع الطبي. وهو يدعم التصنيع المحلي من خلال شراكات على أرض الواقع مع أصحاب المصلحة. والبعض الآخر راسخ، مثل منصة WIPO Green، سوق التكنولوجيا المستدامة للمنظمة، التي تضم أكثر من 140,000 تقنية خضراء من أكثر من 140 بلداً، وتقدم مشاريع مؤثرة في الصين وطاجيكستان وفي جميع أنحاء منطقة أمريكا اللاتينية.
الركيزة 4
تتعلق الركيزة الرابعة بجعل الملكية الفكرية حافزاً للنمو والتنمية في جميع البلدان.
وقد تطورت أعمال الويبو في هذا المجال في السنوات القليلة الماضية، مسترشدة بثلاثة مبادئ أساسية.
أولاً، نحن نبحث عن التأثير، ونتجنب الدعم الإنمائي "المجازي" الذي لا يحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع. ولهذا السبب، وإلى جانب الندوات الدراسية/حلقات العمل التقليدية، ابتكرنا نهجاً رائداً في المشاريع يقوم على توجيه مجموعة منتقاة بعناية من المستفيدين، الذين تختارونهم أنتم، على مدى فترة تتراوح بين 9 و12 شهراً، لمساعدتهم على دمج الملكية الفكرية في رحلة حياتهم. وقد قدّمنا حتى الآن ما يقرب من 90 مشروعاً غيّرت حياة أكثر من 2,000 مستفيد(ة)..
ثانياً، نحن لا نحاول القيام بكل شيء بأنفسنا بل نبحث عن شركاء يمكنهم مساعدتنا على التوسع. وهذا يعني أننا نبحث بنشاط عن الشركاء المحليين والمجتمعيين الذين يمكنهم مساعدتنا في إيصال برامجنا إلى أعضائهم ومجتمعاتهم، وحينما نجد هؤلاء الشركاء، فإننا نثق بهم لتقديم أدواتنا وبرامجنا والعمل نيابة عنا. وأحد الأمثلة على ذلك هو عملنا مع معهد CII واتحاد FICCI في الهند، والذي سمح لنا بالوصول إلى آلاف الشركات في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة الضخم في الهند.
ثالثاً، نحن لا نؤمن بإعطاء الأشياء، بل بتكوين الكفاءات. وهذا ما نعنيه حين نقول إن دعم الويبو ليس إعطاء المعونات - وهذا ليس ما تريده البلدان على أي حال. بل يتعلق الأمر ببناء المهارات وتكوين الكفاءات والثقة، كي يكون ما يتم تقديمه متواصلاً ومستداماً. ومن الأمثلة على ذلك عملنا في ناميبيا لدعم رائدات الأعمال، والذي تحول من مشروع لمرة واحدة تابع للويبو إلى برنامج وزاري يقوده الناميبيون من أجل الناميبيين.
ونتيجة لطرق العمل الثلاث الجديدة هذه، يسرني أن أبلغكم أن برامج الويبو ومشاريعها ودعمها قد وصلت إلى 400,000 شاب و300,000 امرأة و200,000 شركة صغيرة ومتوسطة في السنوات الأربع الماضية، وفي ذات الفترة قامت أكاديمية الويبو بتدريب 620,000 شخص من 190 بلداً - أي من العالم كله تقريباً. لقد أصبحنا أكبر مزود في العالم للمهارات والتدريب والقدرات في مجال الملكية الفكرية.
دعوني أشارككم بعض النقاط البارزة
أولاً، استخدمت 50,000 شركة صغيرة ومتوسطة في أكثر من 180 بلداً أداة الويبو لتشخيص الملكية الفكرية بغرض فهم كيفية ارتباط الملكية الفكرية بأعمالها واستراتيجيات نموها، مما زاد الوعي الأساسي بالملكية الفكرية بين قادة الأعمال. ونحن فخورون بأن الأداة متاحة بحوالي 30 لغة.
كما أننا نساعد الشركات على استخدام الملكية الفكرية بسبل أكثر ذكاءً واستراتيجية. وقد استفادت الشركات الصغيرة والمتوسطة في أكثر من 60 بلدًا من عيادات إدارة الملكية الفكرية، التي تغطي كل المواضيع من الذكاء الاصطناعي والأعمال التجارية الزراعية إلى التكنولوجيا الطبية والأزياء والتصميم.
وتتزايد الشراكات مع المنظمات الوسيطة للشركات الصغيرة والمتوسطة. ولدينا الآن 100 شراكة عاملة. وفي الشهر الماضي، وقعت اتفاقية جديدة مع المعهد الوطني للملكية الفكرية في فرنسا (INPI) وهيئة الغرف القنصلية الأفريقية والفرنكوفونية للوصول إلى المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في أفريقيا الفرنكوفونية. . وهذا هو نوع الشراكات المركزة التي تساعدنا على بناء المعرفة والمهارات في مجال الملكية الفكرية بطرق ملموسة في أجزاء مختلفة من العالم.
ولن نتوقف عند هذا الحد. فهدفنا هو الوصول إلى 100,000 شركة صغيرة ومتوسطة أخرى خلال العامين المقبلين. وللمساعدة في تحقيق ذلك، نقترح مبادرة جديدة: البرنامج العالمي لتمكين ريادة الأعمال، أو GEEP. وبرنامج GEEP هو عبارة عن برنامج شامل، يتماشى مع كل مرحلة من مراحل رحلة العمل - من فهم الملكية الفكرية وحمايتها واستخدامها إلى النمو والتسويق التجاري. وننظر إلى برنامج GEEP كمخطط عالمي لنجاح الأعمال.
ثانياً، استفادت حوالي 5,000 رائدة أعمال من برامجنا التدريبية والتوجيهية العام الماضي. وكانت بعض الجهود وطنية - مثل دعم نساجات السلال في جيبوتي أو مجتمع تالي للحرف اليدوية في مصر. وبعضها الآخر يمتد عبر المناطق، مثل مبادرتنا للعلامات التجارية والأزياء في العالم العربي. كما أننا نبني روابط عبر المناطق، ونربط بين النساء من أفريقيا ومنطقة الكاريبي لتبادل أفضل الممارسات وإلهام بعضهن البعض وتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال الملكية الفكرية.
ثالثًا، نعمل على تمكين الجيل القادم. ففي العام الماضي أطلقنا أول استراتيجية لتمكين الشباب في الويبو بعنوان "IP YES!" وتتمثل إحدى الأولويات في الوصول إلى الشباب في وقت مبكر. ولهذا السبب نعمل على إدراج الملكية الفكرية والابتكار في المدارس الابتدائية والثانوية، وتوسيع نطاق المخيمات الصيفية للملكية الفكرية في أنتيغوا وبربودا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والأردن.
ولكن تعليم الملكية الفكرية ينبغي أن يؤدي أيضاً إلى تطبيق الملكية الفكرية. فعلى سبيل المثال، ساعدنا 100 شاب(ة) في زامبيا وتنزانيا على تسويق اختراعاتهم. وقد أدى ذلك إلى منح عشرات البراءات. وهذه هي الطريقة التي نساعد بها الجيل القادم ليس فقط على تخيل المستقبل بل على بنائه.
رابعاً، نعمل على تعميق دعمنا للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. ويأتي أحد الأمثلة على ذلك من منطقة باسكو في بيرو، وهي منطقة منتجة للشاي، حيث عملنا مع 15 مجتمعاً محلياً من مجتمعات الأشانينكا المحلية لتسجيل علامة جماعية. وتنشط المشاريع أيضاً في أستراليا لصالح أعمال الأمم الأولى في بوشفيود، وفي غواتيمالا، حيث بدأنا مشروعاً جديداً لصالح 30 امرأة من نساء الشعوب الأصلية في مجال الحياكة.
ونعمل أيضًا على زيادة الوعي بالملكية الفكرية بين ممارسي الطب التقليدي من خلال مشروع في بوتسوانا يستند إلى مشروع تجريبي ناجح في إثيوبيا. ونعمل على تعميق العمل لصالح الفئات المهمشة الأخرى - بما في ذلك رواد الأعمال من ذوي الإعاقات الذهنية في المكسيك ورواد الأعمال المهاجرين في إسبانيا وبفضل اتحاد الكتب الميسرة في الويبو، وصل 1.1 مليون عنوان ميسر إلى الأشخاص معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات في جميع أنحاء العالم..
خامسًا، تولي الدول الأعضاء اهتمامًا أكبر لتسويق الملكية الفكرية، وتطلب منا الدعم للذهاب أبعد من مجرد حماية الملكية الفكرية والانتقال إلى ضمان ترجمة الملكية الفكرية إلى وظائف واستثمارات ونتائج اقتصادية .
ولدعم المخترعين والباحثين، عالجت شبكتنا العالمية المكونة من 1,600 مركز لدعم التكنولوجيا والابتكار، تنشط في أكثر من 90 بلداً، أكثر من 2.2 مليون طلب في العام الماضي, ، مما ساعد على تحويل الاختراقات البحثية إلى نتائج تجارية. وتتمثل مرحلتنا التالية في مساعدة هذه المراكز على الارتقاء في سلسلة القيمة للتحول من مكان لتوفير المعلومات إلى مكاتب لنقل التكنولوجيا، وذلك باستخدام معيار سنطلقه قريباً.
إن تسويق الملكية الفكرية لا يقتصر فقط على الابتكار الصناعي، بل يمكن أن يطال أيضاً المنتجات التراثية التي تصنعها المجتمعات المحلية وتتمحور حول الممارسات التقليدية.
وفي بلدان مثل كمبوديا وشيلي وغانا وغرينادا، بالإضافة إلى كازاخستان وتوغو وفانواتو، نقيم شراكات موسعة ومكثفة مع المنتجين المحليين لتأمين حماية المؤشرات الجغرافية أو العلامات الجماعية، ثم نجمع بين هذه الملكية الفكرية المجتمعية والمزيج الصحيح من العلامات التجارية والتصاميم وحق المؤلف بحيث تجتمع أنواع مختلفة من الملكية الفكرية للمساعدة تسويق هذه المنتجات وتعبئتها ورواية قصصها كي تدخل أسواقاً جديدة.
كما أن جهودنا لتفعيل النظر إلى الملكية الفكرية كأصل مالي وتحريك عجلة تقييم الملكية الفكرية وضمانها وتمويلها تحرز تقدماً مطرداً. وقد استكملنا سلسلة متزايدة من الدراسات عن الممارسات في الدول الأعضاء، وبدأنا في الانخراط مع مجتمعات المحاسبة والتقييم والتمويل بشأن هذه المسألة. وسنحتاج إلى مساعدتكم في هذا المجال، لأن حدسي يقول بأنه أمر جديد جدًا بالنسبة للعديد من الممولين. ونبحث معكم عن مشاريع تجريبية لتعميم هذا الأمر.
سادساً، يتنامى عملنا في مجال الاقتصاد الإبداعي والمبدعين، مع وجود طلب قوي من البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء إلى الويبو للمساعدة في تنمية الاقتصاد الإبداعي.
ولدعم ذلك، وضعنا نموذجاً جديداً للاقتصاد الإبداعي لإضفاء مزيد من العمق والاتساق على كيفية قياسنا للمساهمة الاقتصادية لهذا الجزء من الاقتصاد. وقمنا بالفعل بتجربة هذا المشروع في أذربيجان وقيرغيزستان والفلبين وتايلند وترينيداد وتوباغو، ونأمل أن نصل إلى أكثر من 10 بلدان بحلول نهاية العام.
ويسعدنا أيضا أن نعلن أن WIPO Connect، وهو برنامجنا المجاني للإدارة الجماعية لحق المؤلف والحقوق المجاورة، أصبح يستخدم الآن من قبل 60 منظمة إدارة جماعية، والأهم من ذلك أن هذه المنظمات وزعت أكثر من 30 مليون دولار من الإتاوات على المبدعين وفناني الأداء في البلدان النامية العام الماضي. وبفضل WIPO Connect، أعلنت منظمة الإدارة الجماعية في منطقة الكاريبي (ECCO)، عن توزيع أكثر من مليون دولار من الإتاوات على الموسيقيين في أماكن مثل دومينيكا وسانت لوسيا وسانت كيتس ونيفيس. ويحصل العديد من هؤلاء الموسيقيين على إتاوات لأول مرة.
كان هذا العام أيضًا عامًا مهمًا لمنصة CLIP أو "المبدعون يتعلمون الملكية الفكرية"، وهي منصتنا المجانية على الإنترنت التي تعمل على زيادة وعي المبدعين بالملكية الفكرية، وهي متاحة الآن بلغات الأمم المتحدة الست وباللغة البرتغالية. وقد أعلنّا للتو أسماء مجموعتنا الأولى من أبطال CLIP الذين يساعدون في نشر الكلمة وتوسيع نطاق وصولنا، ومنهم سولانج سيزاروفنا من كابو فيردي. ونخطط لتوسيع نطاق المنصة لتتجاوز الموسيقى إلى الفنون البصرية أيضاً.
وأخيرًا، بالإضافة إلى البرامج التي تستهدف الأفراد داخل الدول الأعضاء، فإن عملنا يطال أيضًا مستوى السياسات الوطنية.
ونساعد حاليًا أكثر من 65 بلدًا في تطوير استراتيجياتها الوطنية للملكية الفكرية، التي يجري تحديثها أو تنقيحها بشكل متزايد بغية مواءمتها مع الرؤية الجديدة للملكية الفكرية التي يراها الكثير منكم. وهذا أمر بالغ الأهمية في وضع الملكية الفكرية بوضع مختلف تماماً، وأحد أقوى أدوات السياسة العامة للحكومات لإصلاح نظام الملكية الفكرية لديها وتحويله إلى نظام بيئي للابتكار.
وبالنسبة للأقل البلدان نمواً، قمنا بتجميع حزمة دعم تخرّج أقل البلدان نمواً، وهي مجموعة الخدمات والدعم التي نقدمها لأقل البلدان نمواً التي تسير على طريق التخرّج. ويسعدنا أن هذه الحزمة نشطة بالفعل في أنغولا ولاوس وساو تومي وبرينسيبي - مع جهود جديدة جارية في بنغلاديش ونيبال. وقد استفاد 40 بلداً آخر من مجموعة أقل البلدان نمواً من المشورة التشريعية، وقمنا بتطوير مجموعة أدوات للتخرّج في مجال قانون البراءات والتكنولوجيا.
وإضافة إلى كونها أداة للتنمية، فإننا ننظر إلى الملكية الفكرية على أنها جسر بين البلدان، ونجد دائماً فرصاً للجمع بين الدول الأعضاء للتعلم.
وتشمل بعض النقاط البارزة في هذا المجال المؤتمر الأول لرؤساء مكاتب الملكية الفكرية للدول الأعضاء في المنظمة الأفريقية للملكية الفكرية البالغ عددها 17 دولة عضو في ياوندي العام الماضي، والاجتماع الوزاري الأخير بشأن الملكية الفكرية لأمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان الذي استضافته غواتيمالا. ونعمل أيضاً على تكثيف الدعم للدول الجزرية الصغيرة النامية وتعميق فرص التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي بين الشمال والجنوب.
أن تكون الويبو جسراً وهمزة وصل، وهذه الجمعية العامة فرصة جديدة لنا للقيام بذلك ونريد ، مع تنظيم العديد من فعاليات التواصل.
الأساس
أصدقائي وزملائي الأعزاء،
إن أساس كل هذا العمل هو قوة الويبو المالية والإدارية. فالإدارة القائمة على النتائج، والتخطيط الاستراتيجي، والضوابط الداخلية القوية، والحوكمة الفعالة - ليست مجرد وظائف إدارية، بل هي جزء من شريان الحياة في منظمتنا، وهي أجهزة أساسية تحافظ على لياقة الويبو وصحتها وجاهزيتها للخدمة.
وفي هذا الصدد، يسعدني أن أبلغكم عن سنة أخرى من البيانات المالية السليمة. فقد بلغت الإيرادات في عام 2024 مبلغ 496.7 مليون فرنك سويسري، وبلغت مكاسب الاستثمار 73.7 مليون فرنك سويسري، وأغلقنا العام بفائض قدره 140 مليون فرنك سويسري. نحن ندير منظمتنا بصرامة كي نتمكن من خدمتكم دون أن نثقل كاهلكم بمساهمات كبيرة.
لكن المؤسسات القوية لا تُبنى على البيانات المالية وحدها. فللثقافة المؤسسية والأفراد القدر ذاته من الأهمية، إن لم يكن أكبر. ولهذا السبب نعمل على تعميق جهودنا لمواءمة مواهبنا ومواردنا البشرية مع أهدافنا الاستراتيجية. وقد سرّعنا تنفيذ خطة عملنا للتنوع الجغرافي، وأطلقنا مشاريع تجريبية في بوتسوانا وإستونيا وباراغواي. ويمكنني أن أخبركم أن 60% من الزملاء الذين انضموا إلينا العام الماضي هنّ من النساء. وسنواصل بذل جهودنا في بناء ثقافة عمل أكثر تنوعًا وانفتاحًا وحيوية وتعاونًا واستناداً إلى النتائج.
***
زملائي وأصدقائي الأعزاء،
في الختام، اسمحوا لي أن أعود إلى حيث بدأت، إلى رسالتنا المتمثلة في حماية وتعزيز الروح الإنسانية للابتكار والإبداع، ودعم المبتكرين والمبدعين في العالم.
وبدعم منكم، انطلقنا معاً في رحلة تحول في الويبو وكذلك في النظام الإيكولوجي العالمي للملكية الفكرية لجعل الملكية الفكرية وجيهة وملموسة ومرئية للجميع - لضمان ألا تقتصر الملكية الفكرية على قلّة فقط، بل أن تكون للجميع.
ويحق لنا أن نفخر بأننا كمجتمع عالمي للملكية الفكرية قد أثّرنا في حياة مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك الكثير ممن لا يزالون يحتاجون إلى مساعدتنا ودعمنا لطرح أفكارهم في السوق وتحقيق تطلعاتهم.
ونتعهد أنا وفريقي بتقديم دعمنا الكامل لكم في مواصلة رحلة التحول هذه معًا، حتى تتحقق رؤيتنا المتمثلة في الابتكار والإبداع الذي يعمل لصالح الجميع في كل مكان في السنوات القادمة.
أشكركم جزيل الشكر على دعمكم الحار وأتمنى لكم كل التوفيق في جمعيات ناجحة.
شكراً لكم.