23 يونيو 2015
إن حماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي للشعوب الأصلية هي من الموضوعات التي تطرح أكثر التحديات في مجال الملكية الفكرية. هذا ما سمعه المشاركون في ندوة عُقدت مؤخرا في الويبو.
وفي خطاب موجه للحضور بالفيديو أطرى السيد غري على "برنامج الندوة الجيد جدا" ورأى أنه يقف على "مسائل هامة".
ورحّب المدير العام للويبو فرانسس غري بأعداد المشاركين الغفيرة في "ندوة عن الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي: الأبعاد الإقليمية والدولية".
وفي حفل الافتتاح، قال ويليام فيشر من جامعة هارفرد، مدرسة الحقوق "إن الموضوع الذي سنتناوله اليوم صعب جدا ولعلّه أصعب موضوع في مجال قانون الملكية الفكرية".
"والمسألة المطروحة هنا ما مدى الحظر الذي ينبغي للحكومات أن تفرضه على استخدام المعارف التقليدية والموارد الوراثية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي من غير تصريح، زيادةً على الحظر المطبق حاليا -إن وُجد." هذا ما قاله في الندوة التي دامت من 23 إلى 25 يونيو 2015 في مقر الويبو في جنيف. "على الجانبين هواجس كبيرة ومشروعة".
فمُناصر الحظر المعزز يقول إن الجماعات الأصلية تستحق أن نعّوضها على ما أعطتنا من معارفها أو أن نذكرها على الأقل عندما نستخدم معارفها، على حد قول السيد فيشر. والحوافز ضرورية للجماعات الأصلية فتستطيع وقاية معارفها وتعميمها وتمنع انقراضها، ومن شأن هذا النوع من الحماية أن يستدرك الاستغلال الاقتصادي الذي طال. هذا ما قاله السيد فيشر في تلخيص وجهتي النظر.
"للمعسكر الآخر حجج ضد تضييق الخناق على استخدام المعارف التقليدية، لا تقلّ قوة." كما قال.
فهذا المعسكر المناهض للتضييق على استخدام المعارف التقليدية يحتج بأن الجماعات الأصلية بثقافاتها وممارساتها فيها من الحراك ما قد يجعل التضييق عائقا أمام تطورها. ويقول المعارضون أيضا "إن الجميع يستفيد من استخدام المعارف التقليدية والموارد الوراثية، أو بعض أوجهه على الأقل، ولا سيما عند تسخيرها لحلّ مشكلات العصر والمشكلات الطبية المعاصرة بوجه خاص،" حسب قول فيشر.
إذ أضاف "إذاً الحجج متساوية في قوتها على كِلا الجانبين."
وأدار السيد فيشر نقاشا عن الحماية العابرة للحدود في سياق ندوة نظمتها الويبو بشأن قضايا حاسمة تتعلق بالمعارف التقليدية والموارد الوراثية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي.
وكان الحضور غفيرا لِما تفسح له الندوة من مجال للنقاش في موضوعات جوهرية وتبادل الخبرات الميدانية، مستكملة بذلك عمل الويبو التقنيني في هذه القضايا.